في مفارقة مؤلمة أدمت قلوب أهالي ريف دمشق، ودعت بلدة "بيت جن" الشاب حسن محمد عبد الرزاق السعدي، الذي ارتقى شهيدا فجر يوم الجمعة، في اليوم الذي كان مقررا أن يكون يوم زفافه.
وبدلا من أن يرتدي بدلة العرس ويستقبل المهنئين، ارتدى "حسن" ثوب الشهادة بعد أن هب للدفاع عن قريته وأهله في وجه القوة الإسرائيلية المتوغلة.
عريس في ساحة المعركة
الشهيد فور سماعه أنباء اقتحام قوات الاحتلال لبلدة "بيت جن" فجرا، لم يتردد في الخروج للتصدي لهم، منخرطا في الاشتباكات المسلحة التي دارت في أحياء البلدة، قبل أن يرتقي متأثرا بإصابته، لتتحول التحضيرات للاحتفال بزفافه إلى مراسم تشييع مهيبة.
سياق الدم والاشتباكات
وجاء استشهاد "السعدي" ضمن يوم دام شهدته بلدة "بيت جن" ومحيطها، الواقعة في ريف دمشق الغربي بالقرب من سفوح جبل الشيخ، صباح يوم الجمعة، في تصعيدا ميدانيا خطيرا، تمثل في اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعات من الأهالي وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة.
وأكدت مصادر سورية أن حدة المواجهات دفعت جيش الاحتلال إلى استدعاء سلاح الجو؛ حيث شنت الطائرات الحربية والمسيرة سلسلة غارات جوية، استهدفت نقاط الاشتباك ومواقع يعتقد أن المسلحين يتحصنون فيها داخل البلدة وعلى أطرافها.
كما أفاد الإعلام السوري بأن قوات الاحتلال، قبيل انسحابها من "بيت جن"، أقدمت على اعتقال ثلاثة من سكان البلدة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وتعد منطقة "بيت جن" ذات أهمية استراتيجية حساسة؛ نظرا لموقعها الجغرافي المتاخم للشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل.
ويأتي هذا الحدث في ظل توترات ميدانية متزايدة في الجنوب السوري، وسط تقارير متواترة عن محاولات توغل إسرائيلية، يقابلها رد فعل محلي مقاوم لهذه التحركات.

0 تعليق