Published On 28/11/202528/11/2025
|آخر تحديث: 12:43 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:43 (توقيت مكة)
يكشف التوغل البري الإسرائيلي في بلدة بيت جن بريف العاصمة السورية دمشق، وما رافقه من اشتباكات وإصابات في صفوف القوات الإسرائيلية، عن مرحلة مختلفة في طبيعة التحركات العسكرية على الجبهة الشمالية.
ويندرج هذا التطور الميداني -وفق الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي- ضمن مسار إسرائيلي تصعيدي مرتبط مباشرة بالمناورات، وإستراتيجية توسعية تسعى تل أبيب إلى تثبيتها في العمق السوري.
وأوضح الفلاحي -خلال تحليله المشهد العسكري على الجزيرة- أن العملية تزامنت مع مناورات أطلقتها الفرقة 210 منذ 3 أيام باتجاه المناطق السورية، وهي فرقة إقليمية مكلفة بالحدود مع سوريا، إلى جانب الفرقة 91 المسؤولة عن الحدود اللبنانية.
وإلى جانب هاتين الفرقتين، تمتلك قيادة المنطقة الشمالية قوتين ضاربتين إضافيتين -حسب الفلاحي- هما الفرقة 36 و146، وهذا يجعل المشهد العسكري مركبا ومهيأ لعمليات واسعة.
وكان مصدر طبي سوري قد ذكر للجزيرة أن "13 شخصا استشهدوا في العدوان الإسرائيلي على بلدة بيت جن" بينهم أطفال ونساء وأُصيب آخرون في قصف مدفعي وصاروخي إسرائيلي استهدف البلدة، والتي تبعد نحو 10 كيلومترات من الحدود مع الجولان المحتل.
في المقابل، كشف جيش الاحتلال أن قوات من لواء الاحتياط بقيادة الفرقة 210 خرجت لاعتقال مطلوبين من "الجماعة الإسلامية" في بيت جن.
وحسب الفلاحي، فإن المناورات التي قادها رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قبل أيام بدت كأنها تمهيد مباشر للعملية الأخيرة، خاصة بعد سلسلة زيارات لقادة أمنيين وسياسيين -بينهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع- باتجاه المناطق السورية.
وأعرب عن قناعته بأن هذا السلوك يعكس جوهر العقيدة الإسرائيلية القائلة إنها "لن تسمح ببناء قدرات أو بنى تحتية معادية في دول الجوار يمكن أن تهددها مستقبلا".
ويشير الخبير العسكري إلى أن إسرائيل عملت خلال الفترة الماضية على تكريس 3 مناطق نفوذ داخل سوريا:
إعلان
"منطقة عازلة" بعمق 5 كيلومترات. "منطقة أمنية" بين 6 و15 كيلومترا. "منطقة نفوذ" تمتد لأكثر من 60 كيلومترا، وهذا يعني -وفق تقديره- توسعا يصل إلى مسافة 25 أو 30 كيلومترا من العاصمة دمشق، وهو ما يصفه بتهديد كبير وانتهاك واضح للسيادة السورية.أما بشأن ما يُتداول داخل إسرائيل عن ضعف استعداد القوة المتوغلة، فيراه الفلاحي "غير دقيق"، لافتا إلى أن جيش الاحتلال قدم هذه الرواية لتبرير خسائره، خاصة أن عمليات التوغل عادة ما تتم بإسناد ناري وجوي، وبمشاركة الطائرات المسيّرة والمروحيات، لكن القوة واجهت مقاومة غير متوقعة أدت إلى وقوع إصابات.
ويفسر الخبير العسكري استمرار تحليق الطائرات المسيّرة فوق بيت جن -على الرغم من إعلان انتهاء العملية- بأنه جزء من عملية دقيقة لجمع المعلومات ومراقبة التحركات الميدانية، وربما مؤشر على نية إسرائيل تنفيذ توغل جديد، خاصة أن إحدى الآليات لا تزال داخل المنطقة.
وتضاربت الأنباء بين عدد المصابين من جنود الاحتلال، فبينما أعلن الجيش إصابة 6 جنود بينهم 3 في حالة خطيرة، ذكرت مواقع إخبارية إسرائيلية أن 13 جنديا أصيبوا بينهم 3 جراحهم خطيرة.
وفي السياق، ذكر موقع والا الإسرائيلي أن جنود الاحتلال اضطروا إلى ترك آلية عسكرية معطوبة في بيت جن قبل أن يقصفها سلاح الجو.
وبناء على هذه التطورات، يرى الفلاحي أن خسائر جيش الاحتلال قد تدفعه إلى خطوات مكملة خلال الساعات المقبلة، ما يفسّر التحليق الإسرائيلي الكثيف فوق المنطقة.

0 تعليق