عاجل

من غابات الكونغو إلى مركز موتوبو.. رحلة المقاتلين العائدين إلى رواندا - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

في إحدى غرف مركز موتوبو شمال رواندا، يروي مبالي هافاشيمانا آموس، المقاتل السابق في القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، رحلته من غابات شرق الكونغو إلى داخل رواندا.

يتحدر آموس من الهوتو، وقد نشط مقاتلا ضمن القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي تشكّلت من بقايا الجيش الرواندي المسؤول عن الإبادة الجماعية بحق التوتسي عام 1994 قبل فراره إلى الجانب الآخر من الحدود.

ويقول آموس لوكالة الصحافة الفرنسية "في أبريل/نيسان الماضي وخلال القتال ضد حركة إم 23 اضطررنا للانسحاب إلى منطقة صعبة لم نتمكن فيها من العثور على أي شيء نأكله".

ويضيف أنه عندما قرر تسليم نفسه، هذا العام، كان يعتقد أنه سيُقتل، لكنه فوجئ بأنه نُقل إلى مركز إعادة التأهيل في موتوبو، حيث يخضع لبرنامج مدني واقتصادي كامل.

KIBUMBA, NORTH KIVU, DEMOCRATIC REPUBLIC OF CONGO - MARCH 13: Robert Muir, 30, lone white guy, of the Frankfurt Zoological Society, accompanies a patrol of Advanced Force ICCN Rangers, reinforced by a few members of the FARDC Congolese Army and Military Police into FDLR Interhamwe Hutu rebel territory in an occupied sector of Virunga National Park. The Patrol is one of the first into this territory in many years and was designed as an initial on the ground assesment of the damage done to the forest by the illegal charcoal industry and illegal wood cutting. The FDLR have occupied this area since 1995 and the damage is extensive. This patrol was only into an area of light damage, not to the heart of the Charcoal production. The Patrol initially arrived with a UN peacekeeper support element but FDLR then refused them access to the Park. The FDLR then said that they were targetting the vehicles and we had to pull back immediately. After some negotiations the UN departed leaving the Ranger Force. I was then accused of being a spy for Rwanda whereupon myself and Robert went into the park and I explained my purpose. The FDLR then demanded an access feel of $200 of which we paid $120, all the money we had on us. I was then allowed to photograph. Upon entry into the Park we were met by 3 members of FDLR, led by Captain Murokore, who is the leader of the reputed Battalion of FDLR soldiers in the area. There are an estimated 8000 highly trained FDLR fighters in Virunga today. Despite repeated efforts to defeat them and get them out of the DRC, they are talented and experienced bushfighters who remain at large. Robert Muir has been in the DRC for over 4 years representing the Frankfurt Zoological Society, doing the very difficult job of reinforcing the ICCN parks authority. He has orchestrated training for the elite Advanced Force Rangers and works with Wildlife Direct and The London Zoological Society to ensure they are paid and fed, an uphill struggle. (Photo by Brent Stirto
مقاتلون من القوات الديمقراطية لتحرير رواندا (غيتي)

شهادة مشابهة يقدمها نزاييسينغا إيفاريست، وهو عريف سابق في القوات الديمقراطية لتحرير رواندا -وصل إلى رواندا في سبتمبر/أيلول الماضي- يقول فيها "إن مد اليد للعدو كان أمرًا مرعبًا"، وينقل عن قيادته أنها كانت تؤكد لهم أن رواندا "بلد للتوتسي ولا صوت فيه للهوتو، وأننا إذا ذهبنا إلى هناك سيقتلوننا"، ويصف هذه السردية بأنها "أكاذيب".

ويوضح سيبريان موديي، الضابط المتقاعد الذي يرأس مركز موتوبو، أن المقاتلين "عادة ما يكونون في حالة خوف شديد عند وصولهم بسبب الأيديولوجيا التي تلقوها"، لكنه يقول إن "الخوف يتلاشى تدريجيًا" مع بدء مراحل التأهيل.

رواندا.. إدماج مقاتلين سابقين

بدأت رواندا منذ عام 2001 تنفيذ جهود جدية لإدماج مقاتلين سابقين من القوات الديمقراطية لتحرير رواندا في المجتمع.

تبدأ العملية بمجرد عبور المقاتلين الحدود من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبعد تسليم السلاح مباشرة، ينقلون إلى مركز مختص بإعادة تأهيلهم وتسهيل عودتهم للحياة الطبيعية.

إعلان

ويقع مركز موتوبو لنزع السلاح وإعادة الإدماج قرب مدينة موسانزي شمال رواندا، ويعمل بإشراف لجنة رواندا لنزع السلاح وإعادة الإدماج.

تتمثل مهمته في نزع سلاح المقاتلين السابقين في الجماعات المسلحة القادمة من شرق الكونغو، ولا سيما القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وتهيئتهم للعودة إلى الحياة المدنية بالتدريب والدعم المالي.

وتقدّر السلطات الرواندية أن عشرات الآلاف مرّوا من المركز منذ تأسيسه، وتشير إلى أنها سجلت منذ يناير/كانون الثاني 2025 عودة نحو ستة آلاف رواندي طوعًا من شرق الكونغو.

MUTOBO, RWANDA - APRIL 10: Teacher Alphonse Senyoni leads a class on history, politics and the 1994 genocide for former Democratic Forces for the Liberation of Rwanda (FDLR) combatants at the Mutobo Demobilisation Centre April 10, 2014 in Mutobo, Rwanda. Founded by Hutu refugees that fled into the Democratic Republic of Congo to escape prosecution for genocide in 1994, the FDLR launched unsuccessful campaigns against the Rwandan government in the late 1990s. The government's Demobilisation and Reintegraiton Commission helps people returning to Rwanda make the transition from life in the wilds of eastern Congo to living in the country that Rwanda has become over the last 20 years. The men who attend this program know that if they were discovered abandoning the rebel army, they and their families could have been killed. (Photo by Chip Somodevilla/Getty Images)
مقاتلون سابقون في القوات الديمقراطية لتحرير رواندا يتلقون دروسا لإعادة تأهيلهم (غيتي)

سلام بعد عقود من الاضطرابات

لم تكن جهود الإدماج بمنأى عن التطورات الإقليمية. ففي 27 يونيو/حزيران الماضي، وقعت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاق سلام بوساطة قطرية وأميركية.

تضمن الاتفاق وقف دعم الجماعات المسلحة واحترام السيادة والتنسيق الأمني، إضافة إلى خطط للاندماج الاقتصادي الإقليمي.

ويعود أصل المسار إلى لقاء في الدوحة جمع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الرواندي بول كاغامي والرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في 18 مارس/آذار الماضي.

ومن هذا اللقاء انطلق مسار تفاوضي رواندي–كونغولي في الولايات المتحدة، وازاه مسار كونغولي–كونغولي أفضى إلى توقيع اتفاق الدوحة الإطاري للسلام بين حكومة كينشاسا وتحالف نهر الكونغو/إم 23 في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

برنامج إعادة التأهيل

يعمل برنامج إعادة التأهيل ضمن البرنامج الوطني الرواندي لنزع السلاح وإعادة الإدماج، ويتكون من ثلاث مراحل متتابعة.

ويخضع المقاتلون في المرحلة الأولى لدروس في التربية المدنية والتاريخ والإرشاد النفسي، مع توفير الخدمات الأساسية.

أما المرحلة الثانية فتستمر نحو ثلاثة أشهر، ويتلقى فيها المقاتلون مساعدات مالية وعينية تمكنهم من الالتحاق بعائلاتهم بعد مغادرة المركز مباشرة.

ثم المرحلة الثالثة، وهي مرحلة طويلة الأمد، يجري فيها تأهيل المقاتلين مهنيًا وتزويدهم بالأدوات اللازمة للمهن التي يتدربون عليها، إضافة إلى منح مالية تساعدهم على إطلاق مشاريع صغيرة أو إيجاد فرص عمل.

epa12364488 Dependents of former members of the Democratic Forces for the Liberation of Rwanda (FDLR) arrive on the Rwanda side of the Democratic Republic of Congo and Rwanda border in Gisenyi, Rwanda, 09 September 2025. Some 284 people, including women and children were repatriated to Rwanda by the UN High Commissioner for Refugees, based on a tripartite agreement between Rwanda, Congo and UNHCR that has been in place for more than a decade. EPA/MARIE JEANNE MUNYERENKANA
أهالي أعضاء سابقين في القوات الديمقراطية لتحرير رواندا يصلون إلى الحدود الرواندية الكونغولية في سبتمبر/أيلول 2025 (الأوروبية)

آليات الرقابة وتطبيق اتفاق السلام

ولضمان تنفيذ بنود الاتفاق، أنشأت حكومات قطر والولايات المتحدة والكونغو الديمقراطية ورواندا وتوغو، بصفتها وسيط الاتحاد الأفريقي، إلى جانب مفوضية الاتحاد الأفريقي، لجنة الرقابة المشتركة لاتفاق السلام، التي تعقد اجتماعاتها عادة في واشنطن.

وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت اللجنة إن الطرفين اتفقا على إجراءات تنفيذية قصيرة الأجل لتحييد القوات الديمقراطية لتحرير رواندا والجماعات المرتبطة بها، إلى جانب تنفيذ إجراءات فك القوات ورفع التدابير الدفاعية من جانب رواندا.

ورغم أن الطريق من غابات الكونغو إلى مركز موتوبو لا يمحو سنوات الصراع أو الأيديولوجيا المتجذرة، فإن تزايد العائدين طوعا يوحي بتحول أعمق يتجاوز الحدود.

ويبقى نجاح برامج التأهيل مرهونا بقدرة اتفاق السلام على الصمود، في حين يأمل كثيرون أن يتحول موتوبو من محطة عبور مؤقتة إلى بداية لاستقرار طويل تستفيد منه المجتمعات على جانبي الحدود.

إعلان

0 تعليق