إسرائيل – أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، “تهدف إلى إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه مضطهد خلال محاكمته، وذلك من أجل تكثيف جهود العفو عنه”.
وامس الخميس، نشر نتنياهو مقطع مصور على صفحته بمنصة شركة “إكس” الأمريكية، تحدث فيه بالإنجليزية، زاعما أن محاكمته “سياسية وبدأت قبل 6 سنوات، ويمكن أن تستمر 4 سنوات مقبلة”.
وقال نتنياهو خلال المقطع المصور: “محاكمتي محاكمة سياسية وتهدف إلى عزلي عن العمل السياسي”، على حد زعمه.
وحاول نتنياهو من خلال المقطع شرح أسباب محاكمته، زاعما: “أخبرني المحققون أنهم يبحثون في شبهة فساد تتعلق بحادثتين، الأولى؛ أن ابني تلقى دمية باغز باني، كهدية قبل 29 عاما، والثانية؛ أنني قبلت هدية سيجار من أحد الأصدقاء”.
وتعليقا على ذلك، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن مصادر سياسية، لم تسمها، أن “تصريحات نتنياهو بالإنجليزية تهدف لإقناع الولايات المتحدة بأنه مضطهد ومُلاحق”.
وأفادت بأن “نتنياهو يحاول حشد الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية ويعمد للضغط على الرئيس ترامب، لتكثيف جهوده من أجل العفو عنه”.
فيما علق رئيس حزب “أزرق أبيض” الإسرائيلي، بيني غانتس، على ذلك، موضحا أن نتنياهو يحاول إعلاء مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن.
ونشر غانتس، تغريدة جديدة له على صفحته بمنصة شركة “إكس” الأمريكية، وجه خلالها حديثه لنتنياهو متسائلا: من الذي تحاول أن تخاطبه هنا؟”
وأضاف “ألا يمكن أن تطلب العفو باللغة العبرية؟.. هكذا يبدو الإنسان تحت الضغط وفوق كل شيء، هكذا يبدو الإنسان الذي تكون مصلحته الشخصية أهم من مصلحة الوطن”.
والشهر الماضي، دعا ترامب، الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بمنح نتنياهو عفوا في القضايا التي يحاكم فيها، وقدم الأخير بالفعل، الأحد، طلب عفو لهرتسوغ.
والأربعاء، استأنفت النيابة الإسرائيلية، استجواب نتنياهو بالمحكمة المركزية حول تهم الفساد الموجهة له، وذلك في ثاني استجواب منذ أن قدّم الأحد طلبا للعفو إلى هرتسوغ، أثار انقساما بين مؤيد ومعارض.
ومنذ بداية محاكمته، رفض نتنياهو، الاعتراف بالذنب، بينما لا يتيح القانون الإسرائيلي للرئيس منح العفو إلا بعد الإقرار بالذنب.
والأربعاء، قالت هيئة البث الرسمية: “في المحكمة المركزية بتل أبيب يستمر استجواب نتنياهو في القضية 4000”.
وواصل نتنياهو نفي صحة التهم الموجهة إليه.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر بوزارة العدل إن طلب نتنياهو المقدم لهرتسوغ لا يتضمن إقرارا بالذنب.
ويمر حسم مصير طلب العفو بمراحل عديدة ولا يوجد تقدير للمدة الزمنية التي قد يستغرقها.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 ملفات تستلزم سجنه بحال إدانته.
ويتعلق “الملف 1000” باتهامات بحصوله وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهم في مجالات مختلفة.
وفي “الملف 2000” يُتهم نتنياهو بالتفاوض مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية (يمين وسط) أرنون موزيس، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.
أما “الملف 4000” فيخص تقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع “واللا” الإخباري شاؤول إلوفيتش، الذي كان أيضا مسؤولا بشركة “بيزك” للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.
وإضافة إلى محاكمته محليا، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 مذكرة لاعتقال نتنياهو، لمسؤوليته عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبدعم أمريكي شنت إسرائيل لمدة عامين منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 70 ألف قتيل ونحو 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
الأناضول

0 تعليق