يوم مفتوح للمساجد في ألمانيا يسعى للتعريف بالإسلام - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

برلين- في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، تحتفل ألمانيا بذكرى الوحدة، وفي هذا اليوم تفتح المساجد أبوابها أمام الزوار فيما يُعرف بـ"يوم المسجد المفتوح"، بهدف تعريف غير المسلمين بالإسلام عن قرب، ومدّ جسور التواصل والحوار بين أبناء المجتمع الألماني.

وتحرص الجمعيات الإسلامية المشرفة على إدارة المساجد في مختلف المدن الألمانية على تنظيم فعاليات متنوعة تتضمن جولات تعريفية، وحلقات نقاش، ومعارض ثقافية، وأنشطة اجتماعية، تهدف جميعها إلى تقديم صورة واقعية عن الدين الإسلامي ومكانة المساجد في المجتمع.

وأقيم يوم المسجد المفتوح هذا العام تحت شعار "الدين والأخلاق"، وهو الحدث رقم 29 منذ انطلاق المبادرة عام 1997، التي جاءت للتعريف بالإسلام وردم الهوة بين الأديان وتعزيز التفاهم المجتمعي.

" frameborder="0">

فرصة واستكشاف

ويقول إمام مسجد السلام في برلين، الشيخ محمد طه للجزيرة نت "الكثيرون يأتون إلى المساجد بدافع الفضول وحبّ استكشاف الدين الذي يُتداول عنه كثيرا في وسائل الإعلام. المواطنون يرون المساجد من الخارج دون أن يعرفوا ما يدور خلف أبوابها، وبعضهم يبحث عن إجابات لأسئلة وجودية ويحاول معرفة رأي الإسلام في قضايا الحياة".

في حين يرى أحمد أوغلو نائب رئيس جمعية "مسجد شيهيتلك" التركي في برلين، أن هذا اليوم "فرصة للجالية المسلمة للقاء جيرانهم الألمان وغير المسلمين، وفرصة أيضا للألمان الذين يتساءلون إن كان بإمكانهم دخول المسجد والتعرف على ما يجري بداخله".

ويقول للجزيرة نت إن الاهتمام بالإسلام والمساجد ازداد بعد جائحة كورونا، إذ بحث كثيرون عن الروحانيات ومعاني الحياة، مشيرا إلى أن عدد الزُوَّار ارتفع في السنوات الأخيرة ليصل إلى نحو 4 آلاف شخص في مثل هذا اليوم.

الشيخ محمد طه، إمام وخطيب مسجد السلام في برلين
الشيخ محمد طه (يمين) إمام وخطيب مسجد السلام في برلين يقول إن الكثيرين يحاولون استكشاف الإسلام (الجزيرة)

صورة نمطية

ويأتي بعض الزوار إلى المساجد محمّلين بأفكار مسبقة عن الإسلام والمسلمين. وتشير دراسات حديثة إلى أن العداء للمسلمين في ألمانيا ازداد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، ويظهر ذلك خاصة تجاه من يُظهرون انتماءهم الديني بوضوح، كالنساء المحجبات.

إعلان

ويُحمّل إبراهيم -أحد الزوار- الإعلام والسياسيين جزءا من المسؤولية عن ترسيخ هذه الصورة، إذ يقول للجزيرة نت "يُركز الإعلام على الجوانب السلبية ويُبرز الفئات المتطرفة كأنها تُمثِّل جميع المسلمين، وهذا لا يعكس الواقع الحقيقي".

من جانبه، يُوضِّح أحمد أوغلو أن "90% من الأسئلة التي يطرحها الزُوَّار غير المسلمين لا تتعلق بالدين بحد ذاته، بل بالعادات الاجتماعية والثقافية"، مضيفا "مهمتنا إزالة الأحكام المسبقة. السياسة تُفرق، أما الدين فيجمع ويقوّي الروابط".

وتؤكد المرشدة الاجتماعية زيلكه، في حديث للجزيرة نت، أن الفضول قادها إلى المسجد للمرة الأولى، وتقول "أعيش في الحي منذ سنوات، وقررت أن أزور المسجد في هذا اليوم. أعتقد أن مثل هذه الفعاليات تغير النظرة النمطية، وتُظهر أن الجالية المسلمة ليست منغلقة كما يُعتقد، بل منفتحة ومتفاعلة مع المجتمع".

صور من مسجد شيتليك ومسجد دار السلام
الكثيرون يحضرون إلى المساجد في فعاليات اليوم المفتوح ليروا المجتمع الإسلامي عن قرب (الجزيرة)

تعارف وفعاليات

وتُعد فعالية "اليوم المفتوح" تقليدا شائعا في ألمانيا، حيث تنظم مؤسسات رسمية وشركات فعاليات مماثلة للتعريف بعملها ومشاريعها. وقد تبنّت الجالية المسلمة الفكرة لتعريف المجتمع بالدين الإسلامي من منظور واقعي وإنساني.

ويرى الشيخ طه أن "يوم المسجد المفتوح" يمثل "فرصة حقيقية للانفتاح على الآخر"، مضيفا "الإسلام أصبح جزءا أساسيا من الحياة في ألمانيا، والجالية المسلمة باتت عنصرا فاعلا لا يمكن تجاهله. من المهم أن نتحدث عن ديننا وثقافتنا، بدل أن نترك المجال لمن يصفون أنفسهم بالخبراء".

متطوعة تركية في حوار مع زائرتين ألمانيتين لمسجد سيتليك التركي في برلي
متطوعة تركية في حوار مع زائرتين ألمانيتين لمسجد شيهيتلك التركي في برلين (الجزيرة)

وتنوعت فعاليات اليوم المفتوح بين معارض للصور، وزوايا لعرض التحف والأعمال اليدوية، وأركان لتقديم المأكولات والمشروبات الشعبية، إضافة إلى جلسات حوارية بين الشباب المسلمين وغير المسلمين لتبادل وجهات النظر حول الدين والحياة اليومية.

وترى المرشدة الاجتماعية زيلكه، التي تسكن في برلين، أن هذه النشاطات "تسهم في بناء الثقة والجسور بين فئات المجتمع المحلي، خصوصا أن كثيرين لم يسبق لهم دخول مسجد من قبل".

أما طبيبة الأطفال هايدي فتقول للجزيرة نت إن "مثل هذه الفعاليات تترك أثرا إيجابيا في المجتمع، وتدعم التعايش والاندماج وفهم الآخر. إنها فرصة لمعرفة الدين والمكان الذي لم نزره من قبل".

0 تعليق