هل يفجّر المستوطنون الضفة مع تحركات وقف الإبادة في غزة؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رام الله- في وقت متأخر من نهار السبت الماضي، هاجم عشرات المستوطنين الإسرائيليين قرية الزويدين الفلسطينية جنوبي الضفة الغربية واعتدوا على سكانها فأصابوا أكثر من 10 بجروح ورضوض، ثم وصل الجيش ليعتقل 19 من الفلسطينيين قبل الإفراج عنهم في اليوم التالي.

اعتداء المستوطنين هذا وانحياز الجيش لهم، واحد من نحو 60 اعتداء استهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال أسبوع واحد دون اعتقال أي من الجناة، في تصعيد بدا متزامنا مع طرح خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف حرب غزة، فهل يتجه المستوطنون -بدعم حكومي- لتفجير الضفة؟

وفق تقديرات فلسطينية فإن تفجير الضفة سواء بتصعيد المستوطنين اعتداءاتهم أو البناء الاستيطاني، احتمال قائم مع وجود وزراء متطرفين هدفهم ضم الضفة الغربية لإسرائيل وفرض السيادة عليها.

وأمس الأحد كشفت هيئة مقاومة الجدار الفلسطينية، عن تنفيذ المستوطنين الإسرائيليين 7 آلاف و154 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة، وقد تسببت هذه الاعتداءات في استشهاد 33 مواطنا فلسطينيا.

يحظى المستوطنون بحماية كاملة من جيش الاحتلال خلال اقتحامهم مناطق فلسطينية (وكالة الأناضول)

60 اعتداء في أسبوع

وفق معطيات لمنظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى الفلسطينية المستهدفة" فقد نفذ المستوطنون خلال الأسبوع الأخير قرابة 60 اعتداء بينها "هجمات مباشرة على الفلسطينيين كالرشق بالحجارة والاعتداء الجسدي المحدود ومضايقة المزارعين".

وقال مدير المنظمة، حسن مليحات -للجزيرة نت- إن الاعتداءات تخللها أيضا تخريب ممتلكات ومحاصيل زراعية وحرق مركبات واقتلاع أشجار، ومنع الوصول للأراضي والمراعي واقتحام مناطق سكنية.

ووفق تقدير مدير المنظمة، فإن السيناريو الأكثر احتمالا استمرار الاعتداءات بوتيرة مماثلة أو ارتفاعها بشكل طفيف خلال الأسابيع التالية، ورجّح أن تصبح الضفة "محورا للضغط السياسي والاستيطاني بعد أي توقف للعدوان في غزة".

إعلان

وفي ظل غياب إجراءات لحماية للفلسطينيين في الضفة، توقع استمرار الهجمات على المزارعين والممتلكات، ومحاولة توسيع البؤر الاستيطانية، واستمرار الاعتداءات اليومية الفردية أو الجماعية على الطرق والأراضي الزراعية.

تصعيد متوقع

من جهته، لا يستبعد صلاح الخواجا، خبير الاستيطان ومسؤول منطقة وسط الضفة في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أي تصعيد بالضفة "كرد فعل طبيعي" من الوزراء المتطرفين وخاصة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، موضحا أن التصعيد في الضفة جزء من البرنامج السياسي ويقرر مستقبل حزبيهما في انتخابات الكنيست والحكومة المقبلة.

من هنا توقع الخواجا -في حديثه للجزيرة نت- تزايد اعتداءات المستوطنين وإجراءات الحكومة الإسرائيلية ذات الطابع الاستيطاني "كالسيطرة على مزيد من الأرض وتشجيع الاستيطان وزيادة عدد المستوطنين كجزء من عملية متواصلة وسياسة عدوانية إجرامية".

وأضاف "قد نشهد توسيع الاعتداءات على كل الأراضي الفلسطينية" مشيرا إلى هجمات واسعة نفذت أمس الأحد واستهدفت المزارعين والفلاحين الفلسطينيين خصوصا، مع دخول موسم قطف الزيتون.

على المستوى السياسي، يقول الخواجا إن فرض السيادة على الضفة وضمها سيستمر كجزء من برامج كل الأحزاب الإسرائيلية، وليس حكرا على قائمتي سموتريتش وبن غفير أو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ولفت المسؤول بهيئة الجدار إلى "تطور خطير خلال السنوات الأخيرة في موضوع الاستيطان" موضحا أن المعدل العام لبناء وإقامة البؤر الاستيطانية منذ 1967 وحتى 2022 كان 7 بؤر استيطانية جديدة سنويا، لكن منذ 7أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى اليوم تم بناء وإنشاء 114 بؤرة استيطانية ورعوية.

وتابع أن المخططات الهيكلية للمستوطنات كانت تسيطر على 7% من مساحة الضفة حتى 2022، أما البؤر الرعوية وحدها فباتت تسيطر على أكثر من 14% من أراضي الضفة، فضلا عن سيطرة الجدار العازل على 11% منها.

وعموما، أوضح الخواجا أن إسرائيل تسيطر اليوم على 42% من الضفة وهي مساحة غالبيتها خالية من الوجود الفلسطيني وتستكمل مخططاتها لتشريد ما تبقى من تجمعات بدوية ومزارعين في المنطقة "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة والتي تشكل أكثر من 61% من الضفة.

حرب أكثر ضراوة

من جهتها، تستشعر القوى السياسية الفلسطينية إمكانية تصعيد المستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بضوء أخضر حكومي.

وهنا يقول منسق القوى السياسية بمحافظة رام الله والبيرة، عصام أبو بكر -للجزيرة نت- إن جبهة الضفة الغربية فتحت قبل 7أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضمن برنامج لحكومة اليمين الإسرائيلية، ثم ازدادت وتيرة التصعيد بعد ذلك التاريخ، وقد تشتد بعد وقف حرب الإبادة.

وأضاف أن المستوطنين وبرعاية رسمية وضوء أخضر حكومي يكثفون اعتداءاتهم، وينتهزون الفرصة لإبرام صفقة أو وقف حرب الإبادة لتفجير الضفة بحرب أكثر ضراوة أداتها عصابات المستوطنين.

إعلان

وأشار إلى تضييق الخناق على القرى والبلدات الفلسطينية بالحواجز والبوابات الحديدية "بشكل غير مسبوق" وذلك بهدف "تطبيق ما يسمى بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة ضمن ما يطلقون عليها خطة الحسم، المعلنة في برامج الأحزاب والحكومة الإسرائيلية في محاولة لاجتثاث السكان الفلسطينيين وتهجيرهم".

وفي حال التوصل إلى صفقة أو وقف حرب غزة يقول أبو بكر "سيرتد ذلك على مستوى الضفة بفتح جبهة جديدة أكثر شراسة ووحشية".

مئات المخططات الاستيطانية

وكشف تقرير لهيئة الجدار أمس الأحد، عن طرح 355 مخططا هيكليا استيطانيا للمناقشة في الضفة الغربية بما فيها القدس، تشمل بناء 37 ألفا و415 وحدة سكنية، منذ بدء حرب الإبادة قبل عامين.

أشار التقرير أيضا إلى تسبب المستوطنين في إشعال 767 حريقا وتهجير 33 تجمعا بدويا فلسطينيا وتدمير 48 ألفا و728 شجرة، بينها 37 ألفا و237 شجرة زيتون في الضفة خلال الفترة نفسها.

ونهاية 2024 قدرت هيئة مقاومة الجدار عدد المستوطنين في الضفة الغربية بنحو 770 ألفا، يتوزعون على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية بينها 136 بؤرة رعوية زراعية.

0 تعليق