"التجارة العالمية" تحثّ أميركا والصين على تهدئة التوترات - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واشنطن - رويترز: حثت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا، الولايات المتحدة والصين على تهدئة التوترات التجارية، محذرة من أن تباعد الشقة بين أكبر اقتصادَين في العالم قد يقلل من الناتج المحلي الإجمالي العالمي 7% على المدى الطويل.
وقالت أوكونجو إيويالا لرويترز في مقابلة: إن منظمة التجارة العالمية قلقة للغاية بشأن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأوضحت أنها تحدثت مع مسؤولين من كلا البلدين للتشجيع على المزيد من الحوار.
وأضافت: "بوضوح، نحن قلقون من أي تصعيد للتوترات بين الولايات المتحدة والصين"، مشيرة إلى أن الجانبين تراجعا عن أول تصعيد للرسوم الجمركية في وقت سابق من هذا العام، ما أدى إلى تجنب عواقب أكثر خطورة. وعبّرت عن أملها في أن يحدث ذلك مرة أخرى.
وتابعت: "بالمثل، نأمل حقاً أن يتوافق الجانبان معاً وأن يتراجعا عن التصعيد، لأن أي توتر بين الولايات المتحدة والصين وأي انفصال بينهما ستترتب عليه تبعات ليس فقط على أكبر اقتصادَين في العالم، ولكن أيضاَ على بقية العالم".
وذكرت أن كلا الجانبين يدركان أهمية العلاقات الجيدة، نظراَ للآثار التي تترتب على ذلك بالنسبة للاقتصاد العالمي وللبلدان الأخرى.
وقالت: إن أي نوع من الانفصال الذي يقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين سيؤدي إلى "خسائر كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى الطويل، بخسائر تصل إلى سبعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وخسائر فيما يتعلق بالرفاهية الاجتماعية للدول النامية بمعدلات توضع في خانتين".
وخفضت منظمة التجارة العالمية، الأسبوع الماضي، توقعاتها لنمو حجم التجارة العالمية للبضائع لعام 2026 بشكل حاد إلى 0.5% من تقديراتها السابقة البالغة 1.8% في آب، مشيرة إلى الآثار المتوقعة من رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورفعت توقعاتها لنمو تجارة السلع العالمية إلى 2.4% لعام 2025.
وصدرت هذه التوقعات قبل أن يتبدد الهدوء النسبي، الذي ساد في الأشهر القليلة الماضية، الأسبوع الماضي، عندما فرضت الصين ضوابط جديدة على تصدير المعادن الأرضية النادرة اللازمة لقطاع التكنولوجيا، وردّ ترامب بفرض رسوم جديدة بنسبة 100% على الواردات الصينية بدءاً من الشهر المقبل.
وقالت أوكونجو إيويالا: إنها أخبرت مسؤولين من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، مساء الأربعاء الماضي، أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار مالي عالمي دون استقرار التجارة العالمية.
وأضافت للمجموعة: "لم تهدأ الضغوطات على النظام وقد تزداد حدة. الآثار الكاملة لأحدث الرسوم الجمركية لم تظهر بعد. التحول التجاري يؤجج المشاعر الحمائية في أماكن أخرى. ولا تزال التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين تشكل خطراً كبيراً".
وقالت أوكونجو إيويالا: إن معظم أعضاء منظمة التجارة العالمية امتنعوا عن الدخول في حرب الرسوم الجمركية، وإن 72% من التجارة العالمية لا تزال تتبع قواعد منظمة التجارة العالمية، على الرغم من سلسلة الصفقات التجارية الثنائية التي وقعتها الولايات المتحدة مع دول أخرى.
وأضافت: إن النظام متعدد الأطراف القائم على القواعد أثبت متانته، رغم أشد صدمة سياسة منذ ثمانية عقود.
لكن أوكونجو إيويالا قالت: إن المنظمات على غرار منظمة التجارة العالمية يجب أن تستغل الأزمة الحالية متعددة الأطراف لإجراء إصلاحات طال انتظارها، وأن تجعل المنظمة أكثر متانة وكفاءة وقدرة على الاستفادة من الفرص التجارية الجديدة في التجارة الرقمية والخدمات والتجارة الخضراء.
وأضافت أوكونجو إيويالا: إنها عقدت اجتماعاً جيداً، الأربعاء الماضي، مع نائب الممثل التجاري الأميركي جوزيف بارلون، الذي جرى تعيينه الأسبوع الماضي ممثلاً للولايات المتحدة لدى منظمة التجارة العالمية.
وتابعت: إنها تشعر بامتنان كبير لرفع الولايات المتحدة اسم منظمة التجارة العالمية من قائمة تخفيضات الإنفاق المزمعة للمنظمات الدولية، وإن هناك جهوداً لتسوية متأخرات الولايات المتحدة للمنظمة.

0 تعليق