عادت الحياة تدريجيا لتدب في أركان الجامعة الإسلامية بقطاع غزة بعد عامين من الحرب الإسرائيلية، استعدادا لاستئناف التعليم الوجاهي.
وشرعت الجامعة الإسلامية بمدينة غزة في ترميم مبانٍ "نجت جزئيا" من مجزرة التدمير، التي حولت أغلبية مبانيها الإدارية والدراسية إلى أنقاض، على غرار باقي الجامعات الأخرى في القطاع.
ومن بين 9 مبان أساسية، تضم المختبرات العلمية، ومبنى الإدارة، و7 مبان مخصصة للمحاضرات الدراسية وشؤون الطلبة، دُمرت كليا، لا تزال 4 مباني "قائمة هندسيا"، رغم ما لحقها من تدمير، جراء الاستهداف الإسرائيلي الممنهج، وفقا لمساعد نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشؤون الإدارية الدكتور صائب العويني.
وتجري العملية التعليمية في مدارس قطاع غزة وسط ظروف قاسية ومعقدة تعكس حجم المأساة التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية وتداعياتها المستمرة على الطلبة والمعلمين.
ورغم استمرار الدمار ونقص الموارد الأساسية، عادت بعض المدارس إلى العمل جزئيا، في محاولة رمزية للحفاظ على استمرارية التعليم، غير أن المشهد العام يوحي بواقع هشّ لا يمكن أن يستمر طويلا.
ولم يعد التعليم في غزة مجرّد حق ضائع، بل أصبح رمزًا لفقدان المستقبل نفسه، فمع تدمير أو تضرر نحو 97% من المدارس، يعيش أكثر من 600 ألف طفل فلسطيني عامهم الثالث بلا تعليم رسمي، محرومين من الفصل والكتاب والسبورة، ومن الأمل أيضًا.
وتحت القصف والحصار، تحوّلت المدارس إلى أنقاض، والمقاعد إلى رماد، فيما يبقى الأطفال والمعلمون أسرى واقعٍ يُطفئ أحلامهم يومًا بعد يوم.
ونقلت الصحيفة عن جويرية عدوان، 12 عامًا، من المواصي، خان يونس، قولها إنه مرّ عامان منذ آخر مرة دخلتُ فيها فصلًا دراسيًا حقيقيًا. عامان منذ أن سمعتُ جرس الصباح في مدرسة خولة بنت الأزور، وجلستُ على مكتبها ورفعتُ يدها خلال حصة دراستها المفضلة.

0 تعليق