لدى مشاركته في مؤتمر أستانا لزعماء الأديان.. رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: الحوار بين الأديان ليس ترفًا بل حاجة أساسية للاستقرار والأمن والتطور - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 أستانا في 17 سبتمبر/ بنا / شارك معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية اليوم، الأربعاء، في افتتاح المؤتمر الثامن لزعماء الأديان العالمية والتقليدية الذي تستضيفه العاصمة الكازاخية، أستانا، والذي تشارك فيه وفود دولية رفيعة المستوى من أكثر من 60 دولة حول العالم، تحت شعار (حوار الأديان.. تآزر من أجل المستقبل).
 
وقد افتتح المؤتمر فخامة السيد قاسم جومارت توكاييف رئيس جمهورية كازاخستان، وألقى فخامته كلمة بالمناسبة أشاد فيها بمبادرة مملكة البحرين باحتضان مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي الذي انعقد في فبراير الماضي تحت رعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، منوهًا فخامته بالنتائج المهمة التي خرج بها هذا الحدث الإسلامي الكبير، مؤكدًا أن مثل هذه المؤتمرات أداة حيوية لتعزيز السلام والتعايش البنّاء.
 
ودعا إلى تعزيز الحوار البنّاء والتسامح في مواجهة التوترات العالمية المتزايدة، مؤكدًا على دور القادة الدينيين كـ "رسل للسلام تحت راية الإنسانية"، مشددًا على أهمية الوحدة في ظل التحديات الجيوسياسية والبيئية والتكنولوجية التي تهدد البشرية.
 
وحذر من تصاعد القومية المتطرفة وصراع الأيديولوجيات، مشددًا على ضرورة اتباع سياسات تقوم على التسامح والاحترام المتبادل، داعيًا إلى إنشاء "حركة السلام" تحت مظلة المؤتمر، وإطلاق مبادرات متعددة تهدف إلى تعزيز الوحدة الدولية ومواجهة التحديات البيئية والتكنولوجية.
 
وبهذه المناسبة، أدلى معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتصريح أكد فيه أن هذا المؤتمر ينعقد في وقتٍ تتعاظم فيه التحديات الدولية، من صراعاتٍ مسلحة، وأزماتٍ إنسانية، وتطرف ديني وفكري، وخطابات كراهية، فضلًا عن التحديات المشتركة كالجوع والفقر والعنصرية والتمييز وتحديات المناخ.
 
وأضاف أن التجارب الإنسانية أثبتت أن الحوار بين الأديان والثقافات ليس ترفًا، ولا خيارًا ثانويًّا وهامشيًّا، بل هو حاجةٌ أساسيةٌ لاستقرار عالمنا، وأمن مجتمعاتنا، وتطور بلداننا، مما يتطلب دعمًا من الجميع لتحويل مثل هذه الحوارات المهمة إلى شراكاتٍ فعالة، تُترجم إلى مبادراتٍ عمليةٍ، تشيع قيم التعايش والسلام، وتحفظ كرامة الإنسان، وتحقق العدالة بين الأمم.
 
وأشار إلى أن مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، قد أطلقت سلسلة من المبادرات العالمية لتعزيز التعايش والحوار، مستندةً في ذلك إلى رؤيتها بأن التعايش من أهم ركائز التنمية والازدهار، ومصادر القوة والاستقرار؛ مستوحيةً ذلك من عقيدتها وإرثها التاريخي العريق كأرضٍ للتعايش والتنوع، حيث تعايشت على أرضها منذ قرونٍ أديانٌ ومذاهبُ وثقافاتٌ متعددةٌ في أجواء من التسامح والاحترام المتبادل.
 
وقال: "إننا في مملكة البحرين ننظر إلى هذا المؤتمر باعتباره شريكًا أساسيًّا في قيمنا المشتركة، ونؤمن بأن التوصيات التي ستصدر عنه يمكن أن تشكِّل إطارًا عمليًّا للمضي قدمًا في تعزيز التعاون بين الأمم في مواجهة الكراهية، والإرهاب، والتطرف، وبناء مستقبل يسوده العدل والسلام".
 
وقد شهد المؤتمر، الذي انطلق اليوم ويستمر لمدة يومين، حضورًا مميزًا لقيادات دينية بارزة من مختلف أنحاء العالم، ويركز أعماله على تعزيز مفهوم "دبلوماسية الأديان" كأداة فعالة لمواجهة التحديات المختلفة، والعمل على إيجاد حلول من خلال القادة الدينيين عبر فتح مسارات جديدة قائمة على القيم الأخلاقية والروحية.
 
ويبحث المؤتمر سبل تعزيز العمل المشترك على ترسيخ السلام العالمي من خلال الحوار بين الأديان، مع تناول القضايا الإنسانية الملحة التي تهدد البشرية؛ انطلاقًا من رفض استغلال الدين كأداة للتقسيم وتبرير القتل وسفك الدماء، وإعلاء قيمه باعتباره جسرًا للتعاون، وطاقة كبرى لصناعة السلام، والتأكيد على أن اجتماع القادة الدينيين على كلمة سواء يجعل صوتهم أقوى من صوت المدافع.
 
وقد ندد المؤتمر في يومه الأول بجميع أشكال ومظاهر العنف والحروب والإرهاب، وبحث وضع آليات عملية لتعزيز التسامح ومناهضة خطاب الكراهية، ووجه نداءً عالميًّا لوقف قتل الأبرياء في غزة وكل مناطق النزاع، داعيًا إلى إطلاق مبادرات مشتركة بين المؤسسات الدينية لتعزيز قيم العدالة والمساواة والرحمة، ودعم اللاجئين وضحايا الحروب.


ع.ب.ع, م.ص, م.ا.ف

0 تعليق