البنية التحتية والعقار يدعمان الطلب على الحديد والصلب - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد صناعة الحديد والصلب في دولة الإمارات خلال 2025 نمواً مستداماً مدفوعاً بالطلب المتزايد من قطاعي البناء والتشييد، إلى جانب الصناعات التحويلية والمشروعات الكبرى في البنية التحتية والإسكان. وتشير البيانات الصناعية إلى أن إنتاج الدولة من الحديد والصلب بلغ نحو 3.25 مليون طن من الصلب الخام في 2024، فيما وصل إنتاج منتجات الصلب النهائية إلى 2.835 مليون طن، مع تركيز كبير على حديد التسليح الذي بلغ نحو 1.77 مليون طن، بحسب بيانات شركة EMSTEEL، أكبر منتج محلي للصلب. ويعكس هذا الأداء قوة القطاع في تلبية جزء كبير من الطلب المحلي، على الرغم من أن الأرقام تخص الشركة فقط ولا تمثل إجمالي إنتاج السوق المحلي بالكامل.

يأتي هذا النمو مدفوعاً بالاستثمارات الكبيرة في تطوير المشروعات الإسكانية، والمدن الذكية، ومشاريع الطاقة المتجددة، حيث تجاوزت الاستثمارات التراكمية في القطاع 20 مليار درهم حتى نهاية 2025. وشملت هذه الاستثمارات توسيع خطوط الدرفلة، وتطوير أفران الصهر، واعتماد تقنيات متقدمة للرقابة والتحكم الرقمي، بهدف خفض استهلاك الطاقة، وزيادة الكفاءة التشغيلية، وتحقيق أعلى مستويات الإنتاج من دون الإضرار بالبيئة.

الصناعة والطلب

تشير التقديرات إلى أن قطاع الحديد والصلب في الإمارات سيواصل نموه بمعدل سنوي يتراوح بين 4 و6% حتى عام 2030، مدفوعاً بالمشروعات الحكومية ومبادرات القطاع الخاص في التطوير العمراني، وتزايد اعتماد التقنيات الحديثة لتقليل التكاليف وتحسين جودة المنتجات. وتُشير المعطيات إلى توسع المصانع الوطنية وقدرتها على تلبية الطلب المحلي المتزايد، مع تصدير الفائض للأسواق الخليجية وشرق إفريقيا، ما يعكس مكانة الإمارات مركزاً إقليمياً رائداً لصناعة الحديد والصلب، بمزيج من الاستثمارات الكبيرة، والتقنيات المتقدمة، والشراكات الدولية. ويزداد الاهتمام بإنتاج الصلب منخفض الكربون والمعاد تدويره لتعزيز الاستدامة البيئية، بما يتماشى مع أهداف الدولة في الاقتصاد الدائري والتحول الصناعي المستدام.

أكد المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة EMSTEEL، أن الشرق الأوسط يشهد مرحلة نمو غير مسبوقة تتجاوز قيمتها 3 تريليونات دولار، ويظل الحديد والصلب ركيزة أساسية في هذه النهــضة الصـــناعية. وأضـــاف: «تفخر EMSTEEL بدعم التحول الصناعي من خلال توفير المواد الأساسية لمشاريع البنية التحتية الكبرى، وصولاً إلى مبادرات الصلب منخفض الكربون التي تدعم هدف صافي الانبعاثات الصفرية، ويشكل الاستثمار في الإنتاج النظيف والمعاد تدويره محوراً رئيسياً لتعزيز استدامة الصناعة الإقليمية». وأوضح أن الشركة تعمل على تعزيز الثقة بين المستثمرين، وتوفير التمويل المناسب، والاستفادة من موارد الطاقة النظيفة لدعم التوسع المستدام في إنتاج الصلب. أشار المهندس محمد اللاهوني، مدير شركة AERZEN في الشرق الأوسط، إلى اعتماد القطاع بشكل متزايد على الحلول التكنولوجية المتقدمة، خصوصاً أنظمة الهواء والغاز عالية الكفاءة والخالية من الزيت، وأنظمة القياس والتحكم الرقمي التي تدعم التشغيل الذكي للمصانع الحديثة. وأوضح أن تقنيات الشركة أسهمت في خفض استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 20 و30%، بما انعكس إيجاباً على الكفاءة التشغيلية وربحية المصانع وتقليل الانبعاثات، مع الطلب المتزايد على منتجات عالية الجودة مثل حديد التسليح والمنتجات المسطحة. وأكد أن اعتماد المصانع على هذه الحلول الذكية يزيد قدرتها التنافسية في الأسواق الخليجية والعربية.

الإنتاج حسب الطلب

بدوره قال المهندس حسن المراكبي، العضو المنتدب لشركة المراكبي للصلب: «يواجه منتجو الحديد والصلب في المنطقة تحديات مثل فائض الإنتاج والإغراق، ما دفعنا إلى التركيز على الإنتاج حسب الطلب لضمان تلبية احتياجات السوق المتقلبة». وأضاف المراكبي أن منتجات الشركة تُصدر إلى نحو 4 أسواق في إفريقيا والمنطقة، ما يعزز استمرارية التوريد ويضمن تلبية الطلب المحلي والإقليمي. وأوضح أن توسع الإمارات في مشروعات البنية التحتية والإسكان يخلق طلباً ثابتاً على حديد التسليح والصلب المسطح، وأن المصنعين المحليين قادرون على تلبية هذه الاحتياجات من خلال تحسين كفاءة الإنتاج واعتماد أحدث التقنيات.

0 تعليق