يبدو أن عام 2026 سيكون علامة فارقة في مسيرة آبل، فالشركة تستعد للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وبينما تتصاعد التقارير حول استعداد آبل لإطلاق ترقيات كبيرة عبر منظومتها - بما في ذلك أجهزة ماك بوك بشاشات OLED وأول آيفون قابل للطي - ظهرت تسريبات جديدة حول احتمال حدوث تغيير كبير في قيادة الشركة ، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز، قد يتنحى الرئيس التنفيذي الحالي تيم كوك في أقرب وقت العام المقبل، على أن يخلفه جون تيرنوس.
تسارع غير معلن في خطط انتقال القيادة
لم تصدر آبل أي بيان رسمي يتعلق بخطط كوك المستقبلية، لكن التقرير يشير إلى أن الشركة سرّعت بهدوء خطوات التخطيط لانتقال القيادة، وهي عملية تتعامل معها آبل عادة بشدة سرية وحذر بالغ، وتوضح الصحيفة أن المرشح الأوفر حظًا هو جون تيرنوس، نائب الرئيس الأول للهندسة العتادية في آبل.
وفي حال تنحى كوك العام المقبل، فإن تيرنوس يعد أبرز المرشحين داخليًا لتولي المنصب، فداخل آبل، بات اسمه يتردد على نحو متزايد في النقاشات المتعلقة بالقيادة طويلة الأمد، خاصة مع تركيز الشركة المتزايد على التميّز العتادي كركيزة أساسية في استراتيجيتها.
تيم كوك وإرثه في آبل منذ عام 2011
بلغ تيم كوك عامه الخامس والستين هذا الشهر، وقد تولى منصب الرئيس التنفيذي عام 2011 خلفًا لستيف جوبز، وعلى مدى 14 عامًا، حوّل آبل من شركة تعتمد بشكل أساسي على الأجهزة إلى قوة تكنولوجية تتجاوز قيمتها 4 تريليونات دولار تعتمد على الأجهزة والخدمات والمنظومة المتنامية من المنتجات الرقمية والأجهزة القابلة للارتداء، وفي عهده، شهد الآيفون دورات ابتكار ضخمة، وانتقل الماك إلى معمارية Apple Silicon، كما طُوّرت فئات جديدة كليًا من المنتجات.
وفي وقت سابق من هذا العام، وخلال ظهوره في بودكاست At Your Service مع دوا ليبا، تحدث كوك عن مدى جدية آبل في مسألة التخطيط للخلافة. ورغم أنه أوضح أنه لا يخطط للتنحي قريبًا - مازحًا بأن البقاء حتى عام 2050 قد يكون "مبالغة" - إلا أنه شدد على أن الشركة لديها خطة دقيقة لأي انتقال محتمل.
وأوضح في حديث آخر أن الشركة تُعد عدة قادة داخليين لاحتمالية تولي المنصب، مؤكدًا أن الأحداث غير المتوقعة قد تحدث في أي وقت، وحسب كوك، فإن مسؤوليته هي التأكد من أن مجلس الإدارة يمتلك عدة خيارات داخلية قوية عندما يحين الوقت، وأن المدير التنفيذي المقبل لآبل - وفق رؤيته - سيكون من داخل الشركة وليس من خارجها.
من هو جون تيرنوس؟
جون تيرنوس ليس وجهًا جديدًا داخل مقر آبل، فقد انضم للشركة قبل 24 عامًا وتحديدًا عام 2001 - في الوقت الذي كان فيه جهاز iPod يبدأ في تغيير مستقبل الشركة، وخلال سنوات عمله، تدرج في المناصب الهندسية حتى أصبح مسؤولًا عن جميع عمليات الهندسة العتادية المتعلقة بأكبر خطوط إنتاج آبل، بما في ذلك آيفون وآيباد وماك.
وكان تيرنوس أحد الشخصيات الرئيسية في الانتقال التاريخي نحو معمارية Apple Silicon، وهي خطوة تعد من أهم قفزات آبل التقنية في العقد الماضي، وقبل انضمامه لآبل، عمل تيرنوس مهندسًا لمدة أربع سنوات في شركة Virtual Research Inc بين 1997 و2001، ما أكسبه خبرة في التطوير الميكانيكي والعتادي. ويحمل درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة بنسلفانيا.
وإذا تولى تيرنوس، البالغ من العمر 50 عامًا، منصب الرئيس التنفيذي، فسيكون ذلك تحولًا جيليًا في قيادة آبل العليا، على عكس كوك الذي يرتكز تاريخه على سلاسل التوريد والعمليات، أو جوبز المعروف برؤيته المنتجية، يأتي تيرنوس من قلب عمليات الهندسة العتادية في الشركة.
تشير التقارير إلى أن زملاءه يصفونه بأنه دقيق، هادئ، شديد التركيز على التنفيذ، وشخص يتناغم مع ثقافة آبل القائمة على الدقة والسرية، ويقول المطلعون على عمله في وادي السيليكون إن أسلوبه القيادي يعكس روح آبل الداخلية: هادئ، منهجي، قائم على التفوق التقني بعيدًا عن الاستعراض الإعلامي.
كيف سيقود تيرنوس آبل؟
إذا أصبح تيرنوس المدير التنفيذي المقبل لآبل، فسيتولى المنصب في لحظة محورية، فالشركة تستثمر بقوة في الذكاء الاصطناعي، وتوسع منصة Vision Pro، وتدفع بقوة نحو الأجهزة المعتمدة على Apple Silicon، وتواكب الانتقال الأوسع نحو الحوسبة المكانية، كما تستمر الشائعات حول فئات مستقبلية من المنتجات - من نظارات الواقع المعزز إلى سيارة آبل المحتملة.
ومع ذلك، تبقى كل هذه الأحاديث حول المدير التنفيذي الجديد مجرد تكهنات في الوقت الراهن، لم يعلّق كوك أو تيرنوس على التقارير، ولم تصدر آبل أي بيان أو جدول زمني، لكن من الممكن بالفعل أن تشهد الشركة قيادة جديدة العام المقبل - أو في السنوات القليلة التالية - مع استعدادها لمرحلتها القادمة.

0 تعليق