أكد الدكتور محمد مغربي، خبير الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، أن تجارة بيع البيانات على الدارك ويب أصبحت أخطر بكثير مما يتخيله أغلب المستخدمين، مشيرًا إلى أن تسريب المعلومات الشخصية لم يعد مجرد leak عابر، بل تحوّل إلى صناعة كاملة تديرها مجموعات متخصصة في الجرائم السيبرانية، تتعامل مع البيانات باعتبارها أصل رقمي له قيمة وسعر وطلب دائم.
بياناتك المسروقة تُباع في مزادات مغلقة عبر الدارك ويب
وأضاف "مغربي "، أن البيع يتم عبر منصات سرية تُعرف باسم Dark web marketplaces، وهي شبكات مشفّرة بالكامل، تعتمد تقنيات عالية لإخفاء الهوية مثل Tor، وتستخدم العملات المشفّرة في الدفع، مما يجعل تتبّع حركة البيانات شبه مستحيل، وفي هذه البيئة، تتحول قواعد البيانات المسروقة إلى سلعة تُباع في مزادات مغلقة، وكلما كانت البيانات كاملة، ارتفع سعرها لأنها تتيح للمهاجمين بناء هوية رقمية متكاملة للضحية".
و نوه خبير الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، بأن المشترون ليسوا أفرادًا، بل شبكات تنفّذ عمليات احتيال مالي وسرقة هويات وهجمات تصيّد، وقد تُستغل بيانات الضحية لفتح حسابات مالية، أو إجراء معاملات عبر بطاقاته البنكية، أو حتى إنشاء هوية شخصية رقمية مزيفة تبدو وكأنها حقيقية.
السيطرة على بياناتك المسروقة عبر الإنترنت المظلم أمرا مستحيل
وحذر خبير الأمن السيبراني، قائلاً: "الأخطر أن المستخدم لا يستطيع استرجاع أو حذف بياناته بعد وصولها للدارك ويب؛ فالبيانات تتفكك وتُنسخ وتنتقل عبر مئات المستودعات، وتتداول بين المهاجمين، مما يجعل السيطرة عليها أمرًا مستحيلًا".
وأكد الدكتور محمد مغربي، أن الحماية الحقيقية تبدأ قبل التسريب، من خلال تبنّي ممارسات cyber hygiene قوية مثل استخدام كلمات مرور معقدة، وتفعيل المصادقة المتعددة، ومراقبة أي أنشطة غير معتادة على الحسابات، والاعتماد على أدوات اكتشاف التسريبات التي تنبّه المستخدم فور ظهور بياناته في أي سوق سوداء أو قاعدة بيانات مخترَقة.

0 تعليق