كشفت شركة ناشئة في كاليفورنيا تدعى "Reflect Orbital" عن مشروع طموح ومثير للجدل، يهدف إلى إضاءة مناطق محددة على الأرض بعد غروب الشمس، باستخدام أسطول من المرايا الفضائية العملاقة.
أثار المشروع، الذي يراه البعض ثوريا، حالة من الرعب في الأوساط العلمية والفلكية، التي حذرت من "كارثة" بيئية وعلمية قد تجعل الظلام الطبيعي مهددا بالانقراض.
تفاصيل المشروع: 4000 مرآة لإضاءة الكوكب
يتضمن المشروع إطلاق كوكبة مكونة من 4000 مرآة فضائية، تبلغ مساحة كل منها نحو 60 مترا مربعا. ستدور هذه المرايا في مدار منخفض متزامن مع الشمس، وتعمل على التقاط أشعة الشمس وتوجيهها نحو مناطق محددة على سطح الكوكب خلال ساعات ما قبل الفجر وما بعد الغروب.
الهدف المعلن للشركة هو:
تمديد ساعات النشاط البشري والإنتاج الزراعي.
توفير الطاقة الكهربائية المستخدمة في إنارة المدن ليلا.
وأعلنت الشركة أنها أمنت التمويل الكامل لمشروعها التجريبي الأول (المسمى EARENDIL-1)، وأنها تلقت بالفعل أكثر من 250 ألف طلب من مؤسسات تجارية وحكومية للاستفادة من هذه الخدمة.
وعود الشركة مقابل رعب العلماء
تحاول شركة "Reflect Orbital" التخفيف من المخاوف، مؤكدة أن أنظمتها ستعمل بشكل "محلي للغاية"، حيث ستضيء كل مرآة مساحة لا تتجاوز خمسة كيلومترات في المرة الواحدة، وأن الضوء المنعكس سيكون "ناعما ومشابها لضوء القمر" ولا يشكل خطرا على البيئة.
لكن هذه الوعود لم تهدئ من روع المجتمع العلمي:
تحذير فلكي (كارثة علمية): نقل موقع "ديلي جالاكسي" عن روبرت ماسي، نائب المدير التنفيذي للجمعية الملكية الفلكية البريطانية، قوله إن "الهدف الأساسي للمشروع هو إضاءة السماء وتمديد ضوء النهار، ومن منظور علمي، هذا أمر كارثي".
وأشار ماسي إلى أن معظم الأقمار الصناعية الحالية تسبب "تلوثا ضوئيا عرضيا"، لكن هذه المبادرة الجديدة تجعل "التلوث الضوئي هدفا بحد ذاته"، مما يهدد قدرة المراصد الأرضية على مراقبة الأجرام السماوية.
تحذير بيئي (اضطراب النظم البيئية): حذر علماء بيئة، ومن بينهم منظمة "BugLife" البريطانية، من أن المشروع قد يؤدي إلى اضطراب كارثي في النظم البيئية الطبيعية التي تعتمد على التناوب بين الليل والنهار منذ مليارات السنين.
وأشاروا إلى أن أي زيادة في الضوء الليلي قد تؤثر على:
أنماط هجرة الطيور.
تكاثر الحشرات وعمليات التلقيح.
دورات نوم الإنسان، مما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الأرق والاكتئاب.
ويخلص الخبراء إلى أن هذه التقنية، رغم طموحها، تمثل تجربة غير محسوبة العواقب، قد تمتد آثارها السلبية إلى ملايين الكائنات الحية، وبينما تروج الشركة لمستقبل "أكثر إشراقا"، يرى العلماء أن هذا المشروع يهدد "الظلام" نفسه بالانقراض.

0 تعليق