Published On 25/10/202525/10/2025
|آخر تحديث: 14:52 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:52 (توقيت مكة)
قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في قطاع غزة أمجد الشوا إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تتحدى الإرادة والقرارات الدولية، مشيرا إلى أن ما يدخل من مساعدات إلى القطاع لا يرتقي بأي شكل إلى مستوى الكارثة الإنسانية المتفاقمة هناك.
وأوضح الشوا في حديثه للجزيرة أن الاحتلال يواصل خرق القانون الدولي الإنساني وقرار محكمة العدل الدولية الاستشاري الذي أكد وجوب ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بكل أصنافها دون قيد أو شرط، مضيفا أن الاحتلال يمنع دخول مساعدات الأونروا وعشرات المنظمات الدولية.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوأشار إلى أن نحو 200 شاحنة فقط تدخل يوميا، نصفها محمل بالدقيق المخصص للمخابز، بينما لا تتجاوز الكميات المتبقية الحد الأدنى المطلوب لتلبية الاحتياجات الأساسية، لافتا إلى أن المساعدات الحالية تقتصر على أصناف محدودة، لا تواكب حجم الدمار أو احتياجات السكان.
وأكد الشوا أن الوضع الصحي في القطاع بلغ مرحلة خطيرة، في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، وأن ما دخل من مستلزمات طبية لا يتجاوز 10% من الاحتياجات الفعلية، محذرا من تعرض آلاف الأطفال والنساء الحوامل لمخاطر صحية جسيمة بسبب استمرار الحصار ومنع وصول الإمدادات الضرورية.
ولفت إلى أن مستلزمات الإيواء تمثل تحديا آخر أمام المنظمات الإنسانية، موضحا أن ما دخل منها لا يغطي سوى جزء بسيط من الحاجة الفعلية التي تقدر بنحو 300 ألف خيمة، بينما ما تم إدخاله لا يتعدى بضعة آلاف وأن الخيام الموجودة مهترئة لا تقاوم البرد والمطر مع اقتراب فصل الشتاء.
وأضاف أن المساعدات التي تصل إلى غزة يتم توزيعها مباشرة على العائلات الأشد حاجة، لكنها تبقى غير كافية أمام حجم المعاناة، مؤكدا أن معظم سكان القطاع أصبحوا في دائرة الاحتياج الإنساني بعد عام كامل من العدوان الإسرائيلي والحصار المشدد.
رفع كل القيود
وأوضح الشوا أن مطلب المنظمات واضح وهو رفع كل القيود المفروضة على دخول المساعدات وعدم تحديدها بأعداد أو أنواع معينة، مؤكدا أن قرار محكمة العدل الدولية الأخير شدد على ضرورة انسياب المساعدات دون استثناء، في ظل احتياج القطاع إلى أكثر من ألف شاحنة مساعدات يوميا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
إعلان
كما حذر من خطر مخلفات الحرب التي تملأ المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، لافتا إلى أن الاحتلال يمنع دخول الآليات والمعدات والطواقم الدولية اللازمة لإزالتها، على خلاف ما يجري في مناطق النزاع الأخرى في العالم.
وفيما يتعلق بالقيود المفروضة على المؤسسات الدولية، أوضح الشوا أن الاحتلال يستهدف الأونروا والمنظمات الدولية غير الحكومية عبر فرض أنظمة تسجيل جديدة وتعقيدات إدارية تمنع عملها.
وأضاف أن الأونروا وهي العمود الفقري للعمل الإنساني في غزة، تقدم ما بين 40 و50% من الخدمات الأساسية، من تعليم وعلاج وإغاثة، لكن الاحتلال دمّر مدارسها وعياداتها واستهدف موظفيها بشكل مباشر.
وأشار إلى أن آلاف الشاحنات التابعة للأونروا والمنظمات الدولية لا تزال متوقفة عند المعابر، محملة بالخيام والمواد الغذائية والطبية، نتيجة رفض الاحتلال إدخالها، ما يعطل جهود الإغاثة ويعمق الكارثة الإنسانية في القطاع.
دمار واسع
وأكد أن الكوادر المحلية لا يمكنها بمفردها التعامل مع حجم الدمار، في ظل غياب الطواقم الدولية المتخصصة، مضيفا أن حجم الكارثة يتجاوز قدرات أي جهة محلية على الاستجابة الفورية.
وبيّن أن مشاهد الدمار التي خلّفها العدوان الإسرائيلي لا يمكن وصفها، إذ جرى تدمير مناطق واسعة من القطاع بنسبة تصل إلى 90% بين دمار كلي وجزئي، مع تراكم نحو 60 مليون طن من الركام تحتاج إلى معالجة عاجلة.
وأكد في هذا السياق على أن إعادة تأهيل الخدمات الأساسية وإزالة الأنقاض تتطلب فتح المعابر بشكل كامل والسماح بدخول المعدات والطواقم المختصة.
وشدد الشوا على أن الاحتلال لا يزال يغلق معظم المعابر، إذ لا يعمل سوى معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم بشكل محدود، بينما يُمنع خروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج في الخارج. وذكر أن نحو 18 ألف مريض وجريح بحاجة ماسة للعلاج الفوري لإنقاذ حياتهم.
وعاود رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية التأكيد على أن استمرار الحصار ومنع المساعدات يشكل تحديا خطيرا للمجتمع الدولي، داعيا إلى تحرك فوري وفاعل لفرض تنفيذ القرارات الدولية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بما يتناسب مع حجم الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.

0 تعليق