أعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم الجمعة عن تصريحات مثيرة لقائد لواء غولاني في قوات الاحتلال، أكد خلالها حجم الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدها اللواء منذ اندلاع الحرب الأخيرة في قطاع غزة والمناطق المحاذية.
ونقلت الصحيفة العبرية عن قائد اللواء قوله إن قواته فقدت 127 جنديا منذ بداية الأعمال القتالية، وهو رقم يعكس حجم العمليات العسكرية المكثفة التي شارك فيها اللواء منذ اندلاع المواجهات.
وأكد القائد أن هذه الخسائر تمثل تحديا كبيرا للوحدة، على الصعيدين المعنوي والعملي، لكنها لم تؤثر بعد على قدرة اللواء على تنفيذ مهامه الموكلة إليه ضمن الخطط العسكرية الحالية.
وجاء هذا الاعتراف بعد أسابيع من العمليات العسكرية المكثفة التي شملت إطلاق صواريخ، ومواجهات برية، وعمليات استهداف متبادلة بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية في غزة.
وأشارت مصادر عسكرية عبرية إلى أن لواء غولاني شارك في أكثر من عملية قتالية استراتيجية خلال هذه الفترة، ما جعله في قلب الصراع وتسبب في تعرض عناصره لخسائر بشرية كبيرة.
لواء غولاني يعد من الوحدات الأساسية في قوات الاحتلال، ويشتهر بعملياته البرية الدقيقة والمباغتة في مناطق النزاع.
وأكد قائد لواء غولاني أن العمليات كانت صعبة بسبب التضاريس والمقاومة المسلحة الشرسة، وأن الخسائر البشرية لم تكن متوقعة بهذا الحجم في بعض المواقع.
وأضاف أن القوات مستمرة في تعزيز الروح المعنوية للجنود، وتوفير الدعم النفسي والإمدادات اللازمة للتمكن من الاستمرار في العمليات دون توقف.
تأثير الخسائر على الجيش والمجتمع
وأشار محللون عسكريون عبريون إلى أن إعلان هذه الأرقام يمثل رسالة مزدوجة: أولا، لتقدير التضحيات الكبيرة وثانيا، للتحذير من حجم الصراع ومستوى التحديات التي تواجه القوات في ميدان العمليات.
وتعد خسائر لواء غولاني مؤشرا على شدة المعارك والصعوبات الميدانية التي تواجه القوات، وتثير مخاوف بشأن القدرة على الحفاظ على الروح القتالية للجنود على المدى الطويل.
و يمثل الإعلان صدمة للأسر في الكيان، خاصة العائلات التي فقدت أحد أفرادها خلال العمليات الأخيرة.
ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه الرأي العام نقاشات حادة حول تكاليف الحرب البشرية والمادية، بالإضافة إلى الضغط النفسي والمعنوي على الجنود والأسر.
وتأتي تصريحات قائد اللواء في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة، والتي شهدت تصعيدا غير مسبوق.
وقد أشار كيان الاحتلال في بيانات سابقة إلى أن العمليات العسكرية تهدف إلى استهداف البنية التحتية للفصائل الفلسطينية وتأمين المناطق الحدودية، بينما دعت جهات دولية عدة إلى وقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات لتفادي المزيد من الخسائر البشرية.
ويؤكد محللو الشؤون العسكرية أن مثل هذه الخسائر، قد تؤثر على الخطط الاستراتيجية للاحتلال في المدى القريب، لكنها في الوقت نفسه تدفع الوحدات إلى اتخاذ إجراءات تكتيكية أكثر دقة لتقليل الخسائر المستقبلية.
و في المجمل، يعكس إعلان قائد لواء غولاني عن مقتل 127 جنديا منذ بدء الحرب حجم التحديات والمعارك الشرسة التي تخوضها وحدات الاحتلال، ويبرز الثمن الباهظ الذي يتحمله جنود الاحتلال على أرض الواقع.

 
            
0 تعليق