خبير جيولوجي: تشققات السبيعة والهيرة ناتجة عن ظاهرة الانخساف الكارستي وليس عن نشاط زلزالي
ليبيا – قال أستاذ علوم الجيولوجيا البيئية الصدّيق الشهوبي إن ما يحدث في منطقتي السبيعة والهيرة يُعدّ نموذجًا كلاسيكيًا لظاهرة الانخساف الكارستي الناتجة عن تفتت الصخور الجبسية في الطبقات الجوفية العليا، بفعل تسرب مياه الأمطار والمياه الجوفية المشبعة بثاني أكسيد الكربون.
المنطقة تقع على حوض جيولوجي هش
وأوضح الشهوبي في حديثه لموقع “العربي الجديد” أن المنطقة تقوم على حوض جيولوجي جبسي يمتد على طول وادي الهيرة، ما يجعلها بيئة هشة ومعرّضة لتكوّن الكهوف والانهيارات الأرضية. وبيّن أن المعاينة الأولية أظهرت وجود فواصل وتشققات عميقة تتجه من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وهي تتطابق مع اتجاه الانحدار العام لتصريف المياه السطحية، ما يشير إلى أن المياه تلعب دورًا رئيسيًا في تفتيت الصخور وتفريغ الطبقات الجبسية، الأمر الذي يؤدي إلى انهيارات سطحية وتكوّن التشققات.
استبعاد فرضية الزلازل
واستبعد الخبير الجيولوجي فرضية ارتباط التشققات بنشاط زلزالي، مؤكدًا أن البيانات الزلزالية المسجلة في شبكة الرصد المتوسطية لم تُظهر أي مؤشرات لحركات نشطة في المنطقة، ما يجعل هذا الاحتمال ضعيفًا من الناحية العلمية.
تحذير من انهيارات مستقبلية ودعوة للتحرك السريع
وحذّر الشهوبي من أن استمرار ذوبان الطبقات الجبسية وتغلغل المياه قد يؤدي إلى انهيارات متتابعة خلال السنوات المقبلة، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى غطاء نباتي كثيف يساهم في تثبيت التربة.
ودعا إلى إجراء مسح جيوفيزيائي شامل باستخدام تقنيات مثل الرادار الأرضي المخترق والمقاومة الكهربائية لرسم خريطة دقيقة للتجاويف الباطنية، إلى جانب إصدار قرار عاجل بوقف الحفر العشوائي للآبار واستنزاف المياه الجوفية.
واختتم تصريحه بالتأكيد على ضرورة أن تتحرك الجهات الحكومية بسرعة لمعالجة الظاهرة ميدانيًا، وعدم الاكتفاء بالصمت أو بردود الفعل البطيئة.

0 تعليق