Published On 8/11/20258/11/2025
|آخر تحديث: 18:08 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:08 (توقيت مكة)
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن البيان الأخير لحزب الله اللبناني الموجَّه إلى الرؤساء الثلاثة ورفضه التفاوض بشأن سلاح المقاومة يمثل مرحلة جديدة، حيث يجمع بين السياسة والحرب، ويستلزم مظهرا عمليا على الأرض يعكس إستراتيجية الحزب العسكرية المقبلة.
وأضاف حنا -في تحليل للمشهد العسكري بلبنان- أن حزب الله سيواصل المقاومة بأسلوب متطور، مستندا إلى توزيع مراكز قيادية وعسكرية جديدة تشمل جنوب لبنان والبقاع، مع الحفاظ على بيروت كمركز قيادة، معتبرا أن التنظيم السابق أصبح مكشوفا أمنيا وإسرائيليا.
وأوضح أن المرحلة الجديدة تتطلب إعادة هيكلة القيادة والسيطرة على الميادين، مع تطوير وسائل القتال، مشيرا إلى أن المسيّرات والمضادات للدروع والصواريخ قصيرة المدى ستبقى أدوات أساسية لضمان الردع، بما يكفي لردع أي محاولة إسرائيلية لتهجير السكان من المناطق الحدودية.
ويعكس هذا التصعيد الإسرائيلي، بحسب حنا، استهدافا منظما للقيادات الميدانية والعملانية لحزب الله، التي تشكل حلقة الوصل بين القرار الإستراتيجي والعمليات التكتيكية، في محاولة لإضعاف البنية العسكرية الجديدة للحزب قبل أن تكتمل.
هيمنة استخباراتية
وأشار الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تعتمد على هيمنة استخباراتية كاملة تشمل المراقبة الجوية والاستخبارات البشرية، وهو ما يسمح لها برصد تحركات حزب الله ومحاولة استباق إعادة تنظيمه، بما في ذلك استهداف البنى المدنية المرتبطة بالبنية العسكرية.
وعن دور الطائرات المسيّرة، أوضح حنا أن هذه الوسائل تعمل في بعد استخباراتي متكامل، حيث تنقل معلومات دقيقة مباشرة إلى مراكز القرار، مما يتيح لإسرائيل تحديث بيانات الأهداف وتنسيق الضربات، بما يشبه العمليات في قطاع غزة.
كما أن الأبعاد النفسية والاجتماعية والسياسية للضربات الإسرائيلية تهدف إلى جعل مناطق جنوب الليطاني غير قابلة للعيش، وإحداث ضغط على البيئة اللبنانية المحيطة بحزب الله، في محاولة لإضعاف قدرة الحزب على إعادة بناء منظومته العسكرية الجديدة.
إعلان
ورأى حنا أن هذه المعادلة تعكس مأزقا متعدد الأبعاد، حيث تواجه إسرائيل صعوبة في قياس نجاح عملياتها عسكريا وسياسيا، بينما يجد حزب الله نفسه مضطرا لموازنة الردع العسكري مع الحفاظ على البيئة الداخلية في لبنان.
مأزق الدولة اللبنانية
وأشار إلى أن الدولة اللبنانية تواجه بدورها مأزقا، إذ يسعى قادتها إلى نزع سلاح المقاومة، بينما تواجه الضربات الإسرائيلية تحديات في حماية المدنيين وتطبيق قرارات دولية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري.
وأوضح الخبير العسكري أن هذه التفاعلات الثلاثية بين إسرائيل وحزب الله والدولة اللبنانية تفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة للتصعيد، قد تشمل هجمات محدودة أو عمليات أكبر إذا فشلت السياسة في تهدئة الوضع، مع الإشارة إلى أن الحزب يحتفظ بقدرات ردع تؤهله لمواجهة أي خطوة إسرائيلية واسعة.
وأكد حنا أن البيئة اللبنانية المتنوعة والمقسمة سياسيا واجتماعيا تجعل أي تصعيد خطيرا، حيث ترتبط عمليات المقاومة بردود فعل محلية ودولية، مما يجعل إدارة الأزمة تتطلب مزيجا دقيقا من السياسة والقتال.
ويرى العميد إلياس حنا أن المشهد الراهن يضع لبنان أمام مرحلة دقيقة، تتقاطع فيها الإستراتيجية العسكرية لحزب الله مع حسابات الدولة والضغوط الإسرائيلية والدولية، مما يجعل الجنوب اللبناني جبهة مفتوحة على احتمالات متعددة في الأيام المقبلة.

0 تعليق