أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مساء أمس الأربعاء، أن ائتلاف "الإعمار والتنمية" الذي يقوده قد تصدر نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الثلاثاء.
جاء هذا الإعلان بعيد كشف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية، التي أظهرت حصول لائحة السوداني على أكبر عدد من الأصوات.
وعقب ذلك، تجمع مئات من مؤيديه في ساحة التحرير وسط بغداد، مطلقين الألعاب النارية احتفالا.
السوداني يتعهد بمراعاة "المقاطعين".
وفي خطاب بثه التلفزيون الرسمي، قال رئيس الوزراء: «نبارك لكم فوز ائتلافكم بالمرتبة الأولى في انتخابات مجلس النواب».
وتعهد بأن "منهج عمل الائتلاف سيراعي في المرحلة القادمة إرادة كل الناخبين ومصلحة كل أبناء شعبنا، ضمنهم من اختار المقاطعة، فالعراق للجميع أولا وآخرا".
جرى الاستحقاق التشريعي السادس منذ الغزو الأمريكي عام 2003، وسط استقرار نسبي يشهده العراق الغني بالنفط.
المفوضية ونسبة الاقبال.
وأعلنت المفوضية أن نسبة الإقبال بلغت 56.11%، وهي نسبة تعلو بكثير عما سجل في الدورة الأخيرة عام 2021 41%.
ويأتي هذا الإقبال على الرغم من مقاطعة الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر، وتعبير كثير من العراقيين عن إحباطهم من قدرة السياسيين على إحداث تغيير حقيقي.
وفي ظاهرة لافتة، أوضحت اللجنة أن ما يقارب 40% من المرشحين 7,768 تقل أعمارهم عن 40 عاما، مما يسلط الضوء على محاولات الجيل الجديد لتحدي هيمنة شبكات السلطة التقليدية.
تحدي "الكتلة الأكبر".
أظهرت النتائج الأولية تقدم لائحة السوداني. وأكد مصدران مقربان من الائتلاف لوكالة "فرانس برس" أنهم حصدوا "أكبر كتلة نيابية" تقارب 50 مقعدا من أصل 329.
ومع ذلك، يظل الطريق نحو ولاية ثانية للسوداني معقدا، في النظام السياسي العراقي، حيث يقوم رئيس الجمهورية بتكليف مرشح "الكتلة النيابية الأكبر عددا" بتشكيل الحكومة، وغالبا ما يكون هذا التكتل تحالفا يشكل بعد الانتخابات.
وكان رئيس الوزراء الحالي قد وصل إلى السلطة عام 2022 بدعم من تحالف "الإطار التنسيقي"، وقد صرح سياسي بارز لـ"فرانس برس" أن "الإطار" منقسم حاليا بشأن تجديد الثقة به.
التحديات الإقليمية والمحلية.
وسيواجه رئيس الحكومة المقبل تحديات محلية هائلة في بلد يضم 46 مليون نسمة، ويعاني من نقص في فرص العمل وتهالك في قطاعي التعليم والصحة.
وسيكون على الحكومة الجديدة مهمة الحفاظ على التوازن في علاقة بغداد مع الخصمين اللدودين، إيران والولايات المتحدة، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية الكبرى.
إذ تضغط وا شنطن على بغداد لنزع سلاح الفصائل الموالية لطهران وفرض عقوبات عليها. وفي المقابل، تسعى إيران للإبقاء على نفوذها في العراق كمنفذ رئيسي لدورها الإقليمي.
وفي هذا السياق، رحب السفير الإيراني في بغداد بـ"الإجراء الناجح" للاقتراع، معتبرا إياه "خطوة مهمة تجسد إرادة الشعب العراقي".

0 تعليق