تركت المواطنة العربية "انتصار" وطنها الأم والتحقت بابنها في السويد، في إطار سعيها لدعمه ومساندته في تحقيق طموحاته.
وكانت الأم تعيش بسلام واستقرار مهني، إلا أن قدرها كان يخبئ لها مأساة لم تكن في حسبانها، حيث تحول هذا الدعم الأمومي إلى دين قادها للقائمة السوداء ومن ثم الترحيل القسري.
الابن يحول أحلامه إلى دين على عاتق والدته
وأشارت انتصار لبرنامج "بين قوسين" الذي يعرض على قناة رؤيا، أنها وصلت إلى السويد وعملت في مسكن مستقل براتب ثابت لإعالة نفسها.
لكن الابن، الذي كان يعمل موظفا وقرر تأسيس شركته الخاصة، طلب من أمه أن تكون "الضحية الأولى لطموحاته". فأقنعها بأخذ قرضين باسمها، بلغ أحدهما ما يتراوح بين 100 إلى 120 ألف كرونة سويدية، موهما إياها بأنها شركة مشتركة.
ولم تتوقف تضحيتها عند القرضين؛ فقد طلب منها مغادرة وظيفتها المريحة لتعمل معه في شركته الجديدة.
فاستجابت الأم لنداء الأمومة، وعملت في كل تفاصيل الشركة، ابتداء من المهام المكتبية وصولا إلى غسيل السيارات.
ولكن الصدمة كانت قاسية؛ فمجرد أن أصبحت انتصار مطالبة بسداد الديون، قام الابن بطردها من الشركة بين ليلة وضحاها، مانحا لها فقط مستحقات الفصل القانونية لمدة 14 يوما.
الابن يتنصل والأم توافه الترحيل القسري
نتيجة لعدم قدرتها على سداد أقساط القروض، أدرج اسم انتصار على القائمة السوداء.
وفي الليلة التي عادت فيها إلى منزلها، كانت الشرطة في انتظارها تنفيذا لمذكرة قضائية بسبب المطالبات المالية المتراكمة عليها.
وتم التحفظ على انتصار لمدة تقارب خمسة أشهر تحت إشراف شرطة الهجرة السويدية.
ورغم محاولاتها للتواصل مع ابنها، كان رده باردا: "هي كانت تعمل لدي فقط".
وبعد انتهاء مدة التحفظ، وعدم استجابة الابن لضغوط الجهات المسؤولة، تم ترحيلها قسريا إلى تركيا.
وصلت الأم إلى المطار في منتصف الليل، وهي وحيدة ومحطمة، وبحالة صحية متردية.
وفي حديثها لـ"بين قوسين"، أكدت الأم رغم كل ما حدث: "أحبه.. أحبه"، مؤكدة أنها سامحته، ولكنها تتوق للاطمئنان عليه عبر مرسال، متعهدة بحفظ أسراره.

0 تعليق