Published On 1/12/20251/12/2025
|آخر تحديث: 15:51 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:51 (توقيت مكة)
تجاوزت حصيلة ضحايا الفيضانات وانهيارات التربة التي ضربت مناطق واسعة من آسيا ألف قتيل حتى اليوم الاثنين، في حين نشرت السلطات في كل من سريلانكا وإندونيسيا قوات عسكرية للمساهمة في عمليات الإنقاذ والوصول إلى المناطق المعزولة.
وتسببت تقلبات جوية حادة في هطول أمطار غزيرة شملت كامل جزيرة سريلانكا، وأجزاء واسعة من جزيرة سومطرة في إندونيسيا، إضافة إلى جنوب تايلند وشمال ماليزيا خلال الأيام الماضية.
ودفعت شدة الفيضانات مئات السكان إلى الاحتماء فوق أسطح منازلهم في انتظار إنقاذهم عبر القوارب أو المروحيات، بينما عُزلت قرى بأكملها وانقطعت عنها المساعدات.
وخلال زيارته إلى شمال سومطرة، قال الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو إنه يأمل أن تكون "المرحلة الأسوأ قد مرّت"، مؤكدا أن أولوية الحكومة الآن هي إيصال المساعدات الضرورية فورا إلى المناطق المنكوبة، ولا سيما تلك التي لا تزال معزولة.
ضغوط متزايدة
وتواجه الحكومة الإندونيسية ضغوطا متزايدة لإعلان حالة طوارئ وطنية، بعد أن ارتفعت حصيلة القتلى إلى 502 على الأقل، مع بقاء أكثر من 500 مفقود وسط مخاوف من ارتفاع العدد.
ورغم الدمار الواسع، لم تطلب جاكرتا حتى الآن مساعدة دولية.
وتُعد هذه أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد منذ زلزال وتسونامي عام 2018، الذي خلّف أكثر من ألفي قتيل في جزيرة سولاويسي.
وقد أرسلت الحكومة 3 سفن حربية محمّلة بالمساعدات، إضافة إلى سفينتين طبيتين إلى المناطق الأكثر تضررا، مع استمرار قطع عدد من الطرق الحيوية.
وفي سريلانكا، ناشدت الحكومة المجتمع الدولي تقديم مساعدات عاجلة، واستخدمت مروحيات عسكرية للوصول إلى العالقين بسبب الفيضانات وانهيارات التربة الناتجة عن إعصار ديتواه.
وأفاد مسؤولون محليون بأن حصيلة الضحايا بلغت 340 قتيلا، في حين تستمر عمليات البحث عن عشرات المفقودين.
إعلان
ومع توقف الأمطار، بدأت المياه بالانحسار تدريجيا، مما أتاح إعادة فتح بعض المتاجر والمكاتب. لكن السلطات تؤكد أن حجم الأضرار، خاصة في المناطق الجبلية الوسطى، لا يزال يتكشف مع شروع فرق الإغاثة في فتح الطرق المقطوعة.
وأعلن الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي حالة الطوارئ للتعامل مع الكارثة، قائلا في خطاب للأمة "نواجه أكبر وأصعب كارثة طبيعية في تاريخنا.. وبالتأكيد سنبني أمة أفضل مما كانت عليه".
وتُعد هذه الخسائر الأسوأ في سريلانكا منذ تسونامي 2004 الذي قتل نحو 31 ألف شخص وشرّد أكثر من مليون آخرين.
وفي جنوب تايلند، أعلنت السلطات أن الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة أودت بحياة 176 شخصا، لتصبح من أعنف الفيضانات في البلاد خلال العقد الأخير.
ورغم إطلاق الحكومة عمليات إغاثة واسعة، تواجه انتقادات شعبية تتهمها بالتقصير في الاستجابة، مما أدى إلى تعليق عمل مسؤولَين محليَّين بتهمة "الإهمال".
وتشهد آسيا حاليا موسم الرياح الموسمية الذي يتسبب سنويا في هطول أمطار كثيفة وانهيارات تربة، لكن خبراء الأرصاد يؤكدون أن التغيّر المناخي زاد من شدة العواصف ووتيرتها، وجعلها أكثر تدميرا من السابق، مع أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة ورياح عاتية.
ويقول مراقبون إن العاصفة الاستوائية النادرة التي ضربت أجزاء من سومطرة أسهمت في تعميق الفيضانات في إندونيسيا وتايلاند وماليزيا، وسط خشية من استمرار الأحوال الجوية غير المستقرة في الأيام المقبلة.

0 تعليق