غزة: الشتاء يؤرّق النازحين ويقضّ مضاجعهم - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب عيسى سعد الله:

ينشغل النازحون في الخيام في معظم مناطق قطاع غزة، خلال الأيام الأخيرة، في تحصين خيامهم ضد الأمطار المتوقع تساقطها على المنطقة خلال الفترة القادمة.
وتشكل الأمطار تحدياً كبيراً لهؤلاء النازحين، لا سيما في ظل تواضع قدرة الخيام على توفير الحد الأدنى من مقاومة تسرب المياه، كما تشكل الأرض الطينية، التي تغلب على طبيعة التربة في المحافظة الوسطى التي تضم غالبية النازحين، تحدياً كبيراً بسبب تشكل برك المياه وغياب القدرة الامتصاصية لهذه التربة، ما يحد من قدرة المواطنين على التحرك.
وأبدى النازحون تشاؤمهم وخشيتهم من عدم قدرتهم على التغلب على المصاعب الجمة التي من المتوقع أن تتسبب بها الأمطار، مطالبين المؤسسات الدولية والمحلية العاملة بالعمل الفوري لمساعدة المواطنين، خاصة الموجودين في مخيمات النزوح، ووضع الحلول السريعة قبل حلول الكوارث، والتي قد تتسبب في الإصابات والكسور لكبار السن والنساء.
ويحد ارتفاع أسعار الشوادر ونقل الرمال اللازمة لتسهيل الحركة من قدرة المواطنين على تبديد مخاوفهم، لا سيما بعد أن بلغ سعر الشادر الواحد أكثر من 400 شيكل.
وتغيب بشكل كبير جهود المؤسسات في توزيع الشوادر والخيام المحصنة منذ فترة طويلة؛ بسبب رفض الاحتلال إدخالها بكميات كبيرة، ورفضه تأمين الشاحنات التي تدخلها للقطاع، ما يتيح سرقتها من قبل قطاع الطرق واللصوص الذين يبيعونها بأسعار مرتفعة جداً.
ورغم إدراكهم لتواضع وعدم جدوى جهودهم في احتواء مياه الأمطار والتصدي لتداعيات تساقطها، إلا أن النازحين لا يكلون ولا يملون من تحصين وتحويط الخيام بتلال من الرمال لمواجهة السيول المتوقع تدفقها واندفاعها من كل صوب وحدب.
وللنازحين تجارب مريرة مع الأمطار، كما يقول المواطن بكر بشير والذي يسكن أحد مخيمات النزوح في مدينة دير البلح.
ولا يستبعد أن يتعرض في فصل الشتاء المقبل إلى مثل الأضرار الكبيرة التي تعرض لها خلال نزوحه العام الماضي في نفس المنطقة، حيث تعرض المخيم للغرق.
وأوضح بشير لـ"الأيام" أنه يحاول جاهداً تقليل المخاطر والتداعيات السلبية لتساقط الأمطار، عبر رفع منسوب الرمال حول الخيمة، ونشر الرمال الصفراء في الممرات المؤدية لها القادرة على امتصاص المياه وتخزينها.
من جانبه، استبدل المواطن يوسف دخيل مكان خيمته بمكان مرتفع لتجنب غرقها، لا سيما في ظل انعدام البنية التحتية الملائمة في المخيم.
وقال دخيل لـ"الأيام": لا يمكن انتظار المؤسسات لتوفير الدعم والإسناد؛ بعد فشلها في تقديم الحد الأدنى من المعونات الإغاثية البسيطة، على حد قوله.
واعتبر أن موسم الشتاء يشكل التحدي الأكبر للنازحين، معرباً عن أمله في أن تنتهي رحلة النزوح خلال الأيام القادمة قبل حلول موسم الشتاء، فيما يحاول المواطن محمد النجار البحث عن ملاذ آمن يحميه من مياه الأمطار ذي تربة رملية بدلاً من التربة الطينية التي يخشاها الجميع.
وأوضح النجار أنه سيحاول تجنب الإقامة في خيمة على أرض طينية ذات قدرة امتصاصية بطيئة جداً، تسمح ببقاء المياه لفترة طويلة بعد توقف تساقط الأمطار.
وعبّر النجار، خلال حديث لـ"الأيام"، عن أمله في أن يتمكن من إيجاد قطعة أرض مناسبة لإقامة خيمته عليها؛ لتجنب غرق أبنائه كما حصل معه خلال النزوح الأول العام الماضي.
ويتطلع النازحون إلى نجاح الجهود الدولية في الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على قطاع غزة خلال الساعات القادمة، مع انطلاق المفاوضات غير المباشرة في القاهرة بين وفدَي إسرائيل و"حماس"، للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وعودة النازحين، وإدخال المساعدات، والإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال.

 

0 تعليق