سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد يشهد انطلاق مهرجان ليالي المحرق.. ويؤكد: مهرجان ليالي المحرق يشكل محطة بارزة ضمن موسم أعياد البحرين لما يوفره من مساحةٍ تحتفي بالهوية البحرينية الأصيلة وتبرز إرث المحرق العريق - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

المنامة في 01 ديسمبر/ بنا / شهد سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة اليوم انطلاق مهرجان ليالي المحرق في نسخته الرابعة ضمن موسم أعياد البحرين، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة من كبار المسؤولين، والذي يمتد هذا العام على طول مسار اللؤلؤ من ساحل بوماهر وصولًا إلى متحف اللؤلؤ - مجلس سيادي، في احتفاءٍ واسع بتاريخ المدينة وروحها العريقة.

وبهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة أن المهرجانات والفعاليات الوطنية التي تشهدها مملكة البحرين تمثل رافدًا مهمًا للحركة السياحية والاقتصادية، ومنصاتٍ تجسد ما تزخر به مملكة البحرين من منجزاتٍ حضارية راسخة وإرثٍ عريق، في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مشيرًا سموه إلى أن مهرجان ليالي المحرق يشكل محطة بارزة ضمن موسم أعياد البحرين، لما يوفره من مساحةٍ تحتفي بالهوية البحرينية الأصيلة، وتبرز إرث المحرق العريق، بما يسهم في تعزيز حضور مملكة البحرين على خارطة السياحة الإقليمية والدولية وترسيخ مكانتها كوجهةٍ ثقافية متجددة.

وأشار سموه إلى أن استمرار هذه الفعاليات الوطنية يعكس ما توليه مملكة البحرين من اهتمامٍ بتنمية وتطوير القطاع السياحي، عبر مبادراتٍ وفعالياتٍ تبرز ما تمتلكه المملكة من مقوماتٍ ثقافية وتراثية، وتسهم في ترسيخ مكانتها كوجهةٍ جاذبة على المستويين الإقليمي والدولي.

كما أشاد سموه بالتنظيم المتميز الذي يشهده مهرجان ليالي المحرق، معربًا سموه عن تقديره للجهود التي تبذلها الجهات القائمة على تنظيم المهرجان، في إبراز الوجه الثقافي الأصيل للمحرق، وتعزيز حضورها كوجهةٍ نابضة بالتراث والإبداع.

من جانبه، رفع الشيخ خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، خالص الشكر والتقدير لسمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة لتشريفه بحضور انطلاق مهرجان ليالي المحرق وما يوليه من دعمٍ مستمر للفعاليات الثقافية والتراثية، مؤكدًا أن المهرجان أثبت مكانته كأحد أبرز الفعاليات الثقافية في البحرين والمنطقة، ويشكّل حدثًا مهمًا على المشهد الثقافي في مملكة البحرين والدول المجاورة. كما يعدّ احتفاءً استثنائيًا بمدينة المحرّق التاريخية بكل إرثها وعمقها الحضاري، بما يعزّز مكانتها كمنارة ثقافية ومصدر لإحياء ذاكرة الهوية المرتبطة بمسار اللؤلؤ المسجّل على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

وأضاف : "إن تنظيم المهرجان ضمن موسم أعياد البحرين يعكس الاهتمام المستمر بإحياء التراث الوطني وتقديمه بصورة معاصرة، كما يؤكد أن مدينة المحرّق، المدرجة ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة، تواصل ترسيخ حضورها الثقافي بفضل تاريخها الحيّ ومقوماتها الحضارية التي تجعلها مركزًا متجدّدًا للإبداع على خارطة الثقافة العالمية". مشددًا على أن المهرجان يواصل توسّعه عامًا بعد عام لما له من أثر في تنمية الوعي الثقافي والارتقاء بالمنتج المعرفي، وذلك بدعم الشركاء من مختلف مؤسسات القطاعين العام والخاص الذين يسهمون في تعزيز نجاح هذه الفعالية الثقافية.

وتنظم هيئة البحرين للثقافة والآثار المهرجان بشراكة استراتيجية من بنك البحرين والكويت، وبنك البحرين الوطني، إلى جانب شركاء الفئة الذهبية ألمنيوم البحرين، ودزاين كريتف، ومجموعة جي إف إتش المالية، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات، وبنك الكويت الوطني، وشركاء الفئة الفضية بنك السلام، وايشيان بينتس برجر، وبتلكو باي بيون، وبنك إلى، وشركة إنفراكورب، وخليجي بنك، بما يعكس الدور الحيوي للقطاع الخاص في دعم المبادرات الثقافية وتعزيز العمل الإبداعي في مملكة البحرين.

ويستمر مهرجان ليالي المحرّق في نسخته الرابعة يوميًا حتى 30 ديسمبر، حيث يرحّب بزوّاره من الأحد إلى الأربعاء من الساعة 5:00 مساءً حتى 10:00 مساءً، ومن الخميس إلى السبت من الساعة 5:00 مساءً حتى منتصف الليل. وتقام فعالياته في مختلف أجزاء موقع مسار اللؤلؤ الممتد على 3.5 كيلومتر في قلب المدينة التاريخية، حيث تتناغم البيوت والساحات والزوايا الحيّة مع روح المكان لتصنع تجربة متكاملة تجمع بين الأصالة والابتكار.

وتتوزّع فعاليات المهرجان عبر عدد من المواقع التي تتحوّل إلى مساحات نابضة تتشابك فيها الفنون والتصميم والحرف والموسيقى وعروض الأطفال والمأكولات والجولات الإرشادية، لتشكّل سلسلة من التجارب التفاعلية التي تجمع بين التاريخ والحداثة، وتوفّر للزوّار مسارات استكشافية تتناغم مع هوية المكان وروحه. ويمكن متابعة آخر المستجدات، والاطلاع على البرنامج اليومي، والتسجيل في الفعاليات عبر الموقع الإلكتروني لمسار اللؤلؤ www.pearlingpath.bh، وعبر حسابات هيئة الثقافة @CultureBah ومسار اللؤلؤ @pearlingpath.

وفي مجال الفنون، يشهد مسار اللؤلؤ مجموعة واسعة من العروض المبتكرة التي تثري الذائقة الفنية وتقترب من مختلف فئات الجمهور، وذلك بالتعاون مع مؤسسات فنية بارزة مثل مساحة الرواق للفنون، ومساحة البارح للفنون، والمحطة الفنية، وبو سعد آرت جاليري، ومتحف الحفر والطباعة - جاليري جمال عبد الرحيم. وستُقام المعارض في فضاءات متعددة على امتداد المسار، لتعرض أعمالًا لفنانين معاصرين وواعدين من البحرين والمنطقة والعالم، تتنوّع بين الرسم والتصوير والتركيب الفني. وتتضمّن هذه النسخة عددًا من المعارض البارزة، من بينها سلسلة "في غفلة المدّ والجزر"، وعروض "تلاقي البِحار" الذي عُرِض لأول مرة خلال مشاركة مملكة البحرين المميزة في إكسبو 2025 أوساكا، وغيرها من المعارض واللقاءات الفنية التي تعكس ثراء المشهد الإبداعي في مدينة المحرّق. كما يتحوّل المسار إلى مساحة للتجارب الفنية الخارجية عبر سلسلة من الأعمال التركيبية والتفاعلية، وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين المعاصرين والواعدين من مملكة البحرين والعالم.

وفي مجال التصميم، يقدّم مهرجان ليالي المحرّق مساحات مميزة تعكس ثراء الثقافة المحلية والاتجاهات الحديثة، حيث يتمكّن الزوّار من استكشاف منتجات مبتكرة تتنوع بين الحِرَف التقليدية والأعمال الفنية والخزفية والتصاميم المعاصرة. كما تُشارك دار النشر العالمية أسولين في نسخة هذا العام، إضافةً لجمعية السدو من دولة الكويت، وبيت كلمات من المملكة العربية السعودية. ويشتمل مهرجان هذا العام على مساحة "وَرَقيّات: Public Pages" التي تلتقي فيها دور النشر والمكتبات المحلية والإقليمية. كما يتضمن البرنامج سلسلة من الجلسات الحوارية والممارسات الإبداعية ضمن "مجلس التصميم"، الذي يجمع متخصصين ومبدعين لمناقشة موضوعات جوهرية في العمارة والتصميم والسرد البصري. ومن جانب آخر، ينطلق مشروع "تحت أضواء المحرّق" ليقدّم تجربة تصميمية مبتكرة داخل نسيج المدينة، حيث يُعاد إحياء عشرة محلات مختارة وتحويلها إلى محطات تفاعل ثقافي من خلال تدخلات تصميمية مستلهمة من الهوية البحرينية، بما يربط التجارة التقليدية بالسياحة التجريبية ويمنح الجمهور فرصًا لخوض تجارب أصيلة داخل المحرّق.

وفي مجال الحِرَف التقليدية، يأخذ المهرجان زوّاره في رحلة لاستكشاف هذا المكوّن الأصيل من التراث البحريني، حيث تفتح عدد من البيوت والمواقع أبوابها للتعريف بالحرف والصناعات التقليدية، ومنها بيت النّقدة، ودار البنّائين للجبس والزخرفة، إلى جانب ورش صياغة الذهب في شارع بوماهر وسوق القيصرية، وورشة ديباج لصناعة السيوف، والدروازة للأعمال الخشبية، وبوزبون للتحف، وبيت الكورار.

وسيحفل المهرجان بعروض موسيقية وفنية متنوعة، حيث ستتردد الألحان في أرجاء مدينة المحرّق التاريخية، وتُحيي الأمسيات الغنائية والطربية والفنون الشعبية النسائية أجواءً مفعمة بالإبداع. وستستضيف مواقع متعددة على امتداد المسار هذه الأمسيات، من بينها قلعة بوماهر، ودار المحرّق، وبيت البارح، وبيت كلمات، وسوق مجمّع 216، وسوق براحة فخرو، وقاعة محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي، ومركز زوّار مسار اللؤلؤ، بالإضافة إلى مواقع أخرى في المدينة.

وحرصًا على تقديم تجربة تذوق متكاملة لزوّار مدينة المحرّق خلال المهرجان، سيجد الجمهور في كل زاوية من زوايا مسار اللؤلؤ محطات متخصّصة تقدّم تشكيلة واسعة من المأكولات البحرينية الأصيلة والأطباق العالمية التي تعكس روح الابتكار. وتمتزج النكهات التقليدية بلمسات عصرية مستوحاة من التراث، لتصبح تجربة الطعام جزءًا محوريًا من فعالية ليالي المحرّق. وقد صُمّمت هذه المحطات بعناية لتلبية مختلف الأذواق، بدءًا من الأطباق الشعبية وصولًا إلى المأكولات والمشروبات الحديثة التي تواكب أحدث اتجاهات الطهي. وسيستمتع الزوّار بأجواء نابضة بالحياة تعزّز الروابط الاجتماعية بين الحاضرين، مع التركيز على استدامة المكوّنات المحلية ودعم المشاريع الصغيرة.

وفي إطار البرنامج الثقافي المتكامل للمهرجان، يقدّم ليالي المحرّق مساحة إبداعية وتثقيفية موجّهة للأطفال تتضمن ورشًا تعليمية وتفاعلية تعزّز الخيال وتعرّفهم على التراث البحريني بأسلوب ممتع. وتشمل "المساحة الإبداعية" ورش الرسم والتلوين والأعمال اليدوية والتصميم، إلى جانب "مختبر الألوان" من ايشيان بينتس برجر، ومغامرات البحر، وعروض الدمى من فاطمة ستوري وبيت الدمية، و"صالة ألعاب المغامرات" من هوپا، إضافةً إلى برامج قصصية وورش تدريبية متنوعة تقدّمها مكتبة صوفيا وعدد من الشركاء.

كما يقدّم المهرجان مجموعة واسعة من الفعاليات الثقافية التي تمتد بين المحاضرات والحوارات والندوات المتخصصة، إلى جانب جلسات يقدّمها مفكرون وفنانون في مجالات الفنون والتراث والتصميم، مما يمنح الجمهور فرصة التفاعل والمشاركة في نقاشات تثري التجربة الثقافية. ومن أبرزها أنشطة آفاق إبداعية، وشراكة أمَنَة الإبداعية، وتاء الشباب، ومؤسسة مبرة راشد الزياني، إضافةً إلى مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث.

وتبرز الجولات كإحدى التجارب المميزة هذا العام، حيث تتيح للمشاركين اكتشاف تراث المحرّق وفضاءاتها الثقافية عبر مسارات متنوعة. وتشمل جولات الرسم بإشراف معماريين وفنانين، وجولات التصوير الفوتوغرافي في أرجاء المدينة مع مصوّرين محترفين، وجولات مسار اللؤلؤ التي تستعرض تاريخ صيد اللؤلؤ وعمارة المحرّق القديمة، ومنها "حكايات البحر"، و"100 عام على الطبعة"، و"بين الدواعيس" من تنظيم جمعية طلبة العمارة البحرينية، والجولات الثقافية على السكوتر الكهربائي والدراجات الهوائية مع كشتة تورز، وجولات الأدب، إضافةً إلى جولات خاصة في متحف اللؤلؤ - مجلس سيادي.

ع.ب, ت.و

0 تعليق