الفنيش: هناك مخاوف جوهرية تهدد فرص نجاح الحوار الهيكلي المرتقب - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ليبيا – اعتبر المحلل السياسي الليبي حسام الفنيش أن المشهد يتجه نحو محطة حوارية جديدة مع انطلاق التحضيرات لـ«الحوار الهيكلي» المرتقب، على أن يضم طيفًا واسعًا من المكونات الوطنية، ليس فقط من المؤسسات السياسية التقليدية، بل أيضًا ممثلين عن الأحزاب والنقابات والبلديات والمرأة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب خبراء في الاقتصاد والقانون والحوكمة والإدارة العامة، وذلك في تصريح لموقع «إرم نيوز».

تركيبة لجنة الأمن المقترحة
أوضح الفنيش أن لجنة الأمن في الحوار لن تُحضَر عبر الأطراف العسكرية والأمنية المباشرة، بل عبر خبراء عسكريين وأمنيين وباحثين في الشؤون الدفاعية والأمنية، لضمان مقاربات مهنية ومحايدة بعيدًا عن تضارب المصالح والحسابات الميدانية، في محاولة لإعادة هندسة الحوار على أسس أكثر توازنًا وشمولًا.

دروس التجارب السابقة
شدّد على أن غياب الفصل المنهجي بين المسارين الفني والسياسي كان من أبرز أسباب فشل الحوارات السابقة؛ إذ خاض السياسيون في تفاصيل تقنية لا يمتلكون أدواتها، فيما انجرف الفنيون إلى سجالات سياسية أضعفت حيادهم وفاعليتهم. وأضاف أن الحوار الهيكلي المرتقب يتجاوز هذا الخطأ بفصلٍ أوضح بين «منتِج المعرفة والرؤى» و«صانع القرار».

مخاوف منهجية وواقعية
رغم التطور في الشكل والتركيبة، نبّه الفنيش إلى مخاوف جوهرية مهدِّدة لفرص النجاح، أولها الخشية من انزلاق المسار إلى عملية شكلية بلا رؤية هندسية واضحة ولا خريطة طريق متدرجة. يلي ذلك القلق من طبيعة المشاركين وكفاءاتهم، إذ يتطلب المسار خبرات قادرة على إنتاج حلول لا تمثيلًا رمزيًا فحسب. ويبقى التحدي الأكبر ضعف الإرادة السياسية في الالتزام بالمخرجات وغياب الضمانات التنفيذية لتحويل التفاهمات إلى واقع.

معادلة النجاح
خلص الفنيش إلى أن نجاح الحوار مرهون بإيجاد معادلة دقيقة بين مسارين: مسار فني يقدّم التشخيص والمقترحات عبر خبراء ومهنيين وتنوّع مجتمعي، ومسار سياسي يدير الإرادة الوطنية ويصوغ التوافق على آليات التنفيذ.

0 تعليق