في مفاجأة غير متوقعة على صعيد المباريات الودية الدولية، تعرض المنتخب القطري الأول لخسارة على أرضه وسط جمهوره، أمام نظيره الزمبابوي. اللقاء، الذي أقيم مساء اليوم الإثنين بالعاصمة الدوحة، انتهى بفوز الضيوف بهدفين مقابل هدف واحد، وذلك في إطار استعدادات الطرفين لاستحقاقات قارية ودولية مهمة تلوح في الأفق القريب.
جاءت هذه المواجهة لـ"العنابي" ضمن فترة التوقف الدولي الحالية، والتي استغلها الجهاز الفني القطري كمحطة إعدادية حاسمة. يتأهب أصحاب الأرض بشكل مكثف لخوض غمار بطولة كأس العرب المرتقبة، والتي ستنطلق على ملاعبهم في الفترة الممتدة من الأول وحتى الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل. وتأتي هذه التحضيرات في أعقاب ضمان الفريق القطري لمقعده في نهائيات كأس العالم 2026، للمرة الثانية في تاريخه، بعد تصدره للمجموعة الأولى من ملحق التصفيات الآسيوية، الذي لعب بالدوحة الشهر الماضي، على حساب المنتخبين الإماراتي والعماني. ومن المقرر أن تقع قطر ضمن المجموعة الأولى في الكأس العربية، إلى جانب المنتخب التونسي العريق، والمتأهل من مواجهة سوريا وجنوب السودان، وكذلك الفائز من لقاء فلسطين وليبيا.
على الجانب الآخر، مثل هذا الانتصار الثمين لمنتخب زيمبابوي دفعة معنوية هائلة. فـ"المحاربون" يضعون اللمسات الأخيرة على تحضيراتهم للمشاركة المنتظرة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، المقرر إقامتها في المملكة المغربية، خلال الفترة من الحادي والعشرين من ديسمبر 2025 وحتى الثامن عشر من يناير/كانون الثاني 2026.
ولعل الأهم من مجرد الفوز في لقاء ودي، هو الرسالة الضمنية القوية التي أرسلها هذا الفريق إلى منافسيه المباشرين في "الكان". إذ ينظر المتابعون والمحللون باهتمام بالغ لهذه النتيجة، خاصة في ظل وقوع زيمبابوي في المجموعة الثانية، التي توصف بـ"الحديدية" ضمن المنافسة القارية الأغلى. هذه المجموعة الشرسة تضم عملاق القارة، المنتخب المصري، إلى جانب خصمين عنيدين هما جنوب أفريقيا وأنجولا. وبالتالي، يعد هذا الفوز على منتخب بقيمة قطر، المنتشي بتأهله المنديالي، بمثابة "إنذار" واضح لـ"الفراعنة" وبقية خصوم المجموعة، مؤكدا أن منتخب زيمبابوي لن يكون لقمة سائغة، وأنه يدخل البطولة بطموحات كبيرة. ومن المؤكد أن الجهاز الفني للمنتخب المصري قد تابع هذه المواجهة بعين المترقب، لتدوين ملاحظاته عن أحد أبرز منافسيه المرتقبين في المغرب.
0 تعليق