أثارت أنباء، تداولتها منصات التواصل الاجتماعي بكثافة خلال الأيام الماضية، حول احتمالية تأثر المملكة بمنخفض جوي قطبي "قوي" مصحوب بالثلوج مع نهاية الشهر الجاري، موجة واسعة من الجدل والاستفسارات بين المواطنين.
وقد تناقلت صفحات عديدة هذه الادعاءات على نحو لافت، خصوصا مع ربطها ببداية قوية لموسم الثلوج هذا الشتاء، مما أعاد إلى الواجهة موجة "الشائعات الشتوية" التي تتكرر سنويا مع كل اقتراب للموسم البارد.
الخبراء يحسمون الأمر: التنبؤات البعيدة "غير دقيقة"
وفي هذا السياق، حسم مختصون في تحليل الظواهر الجوية الأمر، مؤكدين أن دقة التنبؤات الجوية "تتراجع بشكل ملحوظ" كلما ابتعدت الفترة الزمنية عن تاريخ الحالة الممكنة.
وأوضح المحللون أن الحديث عن منخفضات قطبية أو ثلجية قبل أسابيع طويلة "يدخل ضمن دائرة التوقعات العامة وليس المؤكدة".
ويعود السبب في ضعف موثوقية التوقعات بعيدة المدى إلى تزايد احتمالات حدوث تبدلات جوهرية في مسارات الكتل الهوائية وتوزيع الأنظمة الجوية المؤثرة خلال فترات زمنية طويلة.
هذا التقلب يجعل أي معلومة متداولة خارج سياق التحديثات اليومية القريبة عرضة للتغيير وعدم الموثوقية.
ولفت الخبراء إلى أن هذا النوع من المنشورات يتكرر في بداية كل موسم شتوي، وغالبا ما يفتقر لأي أساس علمي دقيق يمكن البناء عليه.
التأكيد الرسمي: لا منخفضات مؤثرة قبل عشرة أيام
وخلافا لتلك التكهنات، أكدت التحديثات الجوية الصادرة عن خبراء الأرصاد، أن المعطيات الحالية تشير بشكل قاطع إلى غياب أي تشكل لمنخفضات جوية مؤثرة على المنطقة لمدة لا تقل عن عشرة أيام قادمة.
وأضاف المختصون أن سماء المملكة وبلاد الشام ستشهد استقرارا عاما في الأجواء، يتوقع أن يستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل على الأقل.
ارتفاع تدريجي.. وبرودة "مدعومة" بالرياح الشرقية
وخلال هذه الفترة، وعلى عكس ما يروج له من أجواء قطبية، من المرجح أن يطرأ ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة.
مع ذلك، سيبقى الشعور بالبرودة حاضرا، خاصة خلال ساعات الليل المتأخر والصباح الباكر، حيث تعمل الرياح الشرقية النشطة على تعزيز الإحساس بالبرودة.
وأكد المختصون أن هذه الأجواء "الهادئة" المرتقبة لا ترتبط بأي نشاط جوي قطبي أو ثلجي، مشددين على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية في متابعة التحديثات الجوية، وتجنب الانجرار خلف المنشورات غير الموثوقة أو المبالغ فيها.

0 تعليق