كشف الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد والمحلل السياسي ماهر أبو طير، في مداخلتهما خلال برنامج "نبض البلد" الذي يعرض على قناة رؤيا، عن نظرة متشائمة وتحليلات معمقة للقرار الأمريكي المقترح في مجلس الأمن بشأن غزة، مؤكدين أن المسار الجديد يهدف إلى إعادة احتلال القطاع بقوة دولية بدلا من الاحتلال المباشر.
أسرار القرار ورفض المقاومة
أكد أبو زيد أن عدم تصويت روسيا والصين على المقترح الأمريكي كان متوقعا، وأن هذا القرار، الذي اصطحب بالتشاؤم والضبابية، أتى لينفذ ما لم يستطع الاحتلال تحقيقه بجهده العسكري.
ونوه أبو زيد إلى أن الانسحاب السابق لشارون من القطاع كان بضغط من المقاومة، مما يؤشر على قدرتها على التعامل مع تبعات القرار الجديد.
وأشار أبو زيد إلى الفرق الخطير بين "قوة حفظ السلام" التي تفضلها الدول العربية، و "قوة فرض السلام" المذكورة في البند السابع من خطة ترمب لغزة، وهو تعديل يحمل دلالات كبيرة.
شدد أبو زيد على أن المقاومة ترفض القرار الأمريكي بشكل قاطع لأنه يعيد تأطير الاحتلال.
ورغم التشاؤم العام، أكد أبو زيد أن الاحتلال نفسه رفض الكثير من بنوده لخشيته استغلال حماس لثغرات القرار.
كما بين أن القرار ينتهي في عام ٢٠٢٧ (بنهاية ولاية ترمب) ولا يوجد به آليات تنفيذية واضحة بعد، مع مطالبة الدول العربية بأن تكون القوة بغطاء أممي.
وكشف عن موافقة إيطاليا على الاشتراك بالقوة الدولية مقابل شرط انضمامها إلى دول إعادة الإعمار في نوع من المقايضة الواضحة.
خطورة نزع السلاح ومخاطر التقسيم
من جانبه، أشار ماهر أبو طير إلى نقاط أكثر خطورة في القرار، مؤكدا أنه لا يعترف بدولة فلسطينية، ولم يحدد مدة لانسحاب الاحتلال.
وحذر من أن "قوة الاستقرار الدولية" ستقوم بنزع سلاح المقاومة، وأن تشكيل هذه القوات قد يؤدي إلى "معارك عسكرية" مع المقاومة، مؤكدا أنها قوة بأدوار أمنية تشبه الإنتداب البريطاني في فلسطين.
أضاف أبو طير أن "مجلس السلام" سيسطو على القطاع وموارده ويتحكم بمساحات إعادة الإعمار، وسيتم اقتطاع أكثر من ٥١٪ من مساحة القطاع، مما يضع غزة بأكملها في يد الولايات المتحدة.
وأكد أبو طير أن القرار يكرس فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وهو أمر شديد الخطورة، قد يحوله إلى "دويلة".
وعزا أبو طير رفض المقاومة للقرار إلى اكتشافها غدر الاحتلال بعد تسليم المحتجزين وقيامه بالقصف والقتل بشكل كبير.
التهجير الناعم وضم الضفة بالقطعة
لم يغب ملف الضفة الغربية عن النقاش، حيث أكد أبو طير أن ما يحصل في الضفة أخطر مما يحصل في غزة.
وأشار أبو زيد إلى أن بنغفير وسموتريتش يسعيان لتنفيذ التهجير الناعم في الضفة، وأن الاحتلال يعمل على "الضم بالقطعة" وليس الضم المرة الواحدة، وهو ما "انطلى على السلطة الفلسطينية".
وأوضح أبو طير أن الاحتلال بدأ في إنشاء منظمات وهيئات لتسهيل سفر الفلسطينيين وتقديم التساهيل للكفاءات لإخراجهم إلى دول أخرى بهدف التهجير، في محاولة لتوجيه رسالة مضللة بأن أهل غزة يريدون ترك أرضهم، مشيرا إلى أن الضغط سيولد ظروفا أصعب للعيش، لسحب الكفاءات والأموال وإبقاء الباقي بأسوأ مستوى.
أوضاع القدس ونهاية أوسلو
في القدس، أشار أبو طير إلى أن المدينة تواجه خطرا كبيرا بالاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن الاحتلال يمنع أهل القدس المتواجدين خارجها من العودة.
وأكد أن السلطة الفلسطينية في أضعف أحوالها، وأن اتفاقية أوسلو قد انتهت.
وبين الكاتب السياسي عمر رحال أن الاحتلال اخترع الاستيطان الرعوي وبدأ باستخدام المستوطنين المسلحين للهجوم على الفلسطينيين بحماية الجنود، وأن توسيع المستوطنات جار على قدم وساق في الضفة الغربية.
خلص المتحدثون إلى أن المشهد الإجمالي غامض في ما يتعلق بآليات التنفيذ وقدرتها، حيث يستمر الاحتلال في التلاعب، ولا يريد تسلم الأسلحة بشكل كامل ليتذرع بوجودها لمصالحه كالتهجير.
وتبقى المقاومة متمسكة بسلاحها، مدركة أن نزعه ينزع شرعيتها، مؤكدا أبو زيد أن لقاء ويتكوف مع خليل الحية أزعج الاحتلال، وأن الجانب الأمريكي بدأ يدير الأمور برؤيته بعد أن أصبح نتنياهو عبئا عليهم.

0 تعليق