3 محاور جوهرية في ختام أول منتدى لمحافظي بحر قزوين بإيران - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

طهران- اختُتمت -أمس الأربعاء- في مدينة رشت شمالي إيران أعمال أول منتدى يجمع محافظي المقاطعات الساحلية لبحر قزوين من الدول الخمس المطلة عليه والتي تشمل إيران وروسيا وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان.

المنتدى الذي انطلق أمس الأول انتظم تحت شعار "قزوين.. جسر الصداقة والتنمية الإقليمية"، باعتباره التطبيق العملي الأول لقرار صدر عن قمة رؤساء حكومات دول قزوين التي عقدت مؤخرا في طهران، والتي أوصت بتوسيع التعاون بين المحافظات الساحلية للدول الخمس.

ويُعد مبادرة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتفعيل دور الإدارات المحلية في ملفات الاقتصاد والبيئة واللوجستيات، في لحظة تشهد فيها المنطقة تحولات كبيرة في مسارات التجارة والطاقة وتحديات بيئية متصاعدة.

إيران تستضيف أول منتدى لمحافظي بحر قزوين.. تعاون محلي يتقدّم على إيقاع التحديات الإقليمي
حق‌ شناس صرح بأن المنتدى يمثل مستوى جديدا من العمل المشترك بين الدول الساحلية (الجزيرة)

حدث مهم

وقبيل انطلاق أعمال المنتدى، أوضح محافظ جيلان هادي حق‌ شناس في مؤتمر صحفي أن الحدث يمثل مستوى جديدا من العمل المشترك بين الدول الساحلية يتجاوز الأطر الحكومية التقليدية، معتبرا أنه يتيح للإدارات المحلية الدخول مباشرة في صياغة المشاريع التي تنفّذ على الأرض.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال حق‌ شناس إن "البنية التحتية التي نطورها في شمال إيران تحتاج إلى تعاون إقليمي مباشر، وملتقى رشت يمكن أن يكون نقطة انطلاق لخطوات أوسع وأكثر تأثيرا في مجالات البيئة والترانزيت (العبور) والتجارة"، مضيفا أن الدول الخمس تواجه "تهديدات بيئية خطيرة لا يمكن لأي دولة التعامل معها منفردة".

ورغم المشاركة الواسعة للوفود الأجنبية من روسيا وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان، فإنهم لم يدلوا بتصريحات للصحافة، واقتصر حضورهم الإعلامي على الجلسات المغلقة وورش العمل، وفق ما أكدته مصادر مطلعة تحدثت للجزيرة نت.

إعلان

وتقول هذه المصادر إن طبيعة المنتدى التقنية، وما تضمّنه من نقاشات حول النقل والبيئة والتنمية المحلية، دفعت الوفود إلى التركيز على التفاصيل العملية داخل القاعات، في حين تولت طهران الجانب الإعلامي نظرا لكونها الدولة المضيفة.

وفي الجلسة الافتتاحية، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن بحر قزوين يحظى بالأهمية نفسها التي يحظى بها الخليج بالنسبة لطهران، مؤكدا أن سياسة الجوار باتت الركيزة الأساسية للسياسة الخارجية الإيرانية.

محاور رئيسية

وأوضح عراقجي أن علاقات بلاده مع روسيا وبقية دول قزوين تمر بمرحلة نشطة، وأن التعاون بين المحافظات يساعد على تحويل الاتفاقيات الحكومية إلى مشاريع قابلة للتنفيذ، في إشارة إلى تبني طهران ما وصفه بالدبلوماسية الإقليمية بقيادة المحافظات. ورأى أن البحر يمثل "مصالح وأخطارا مشتركة"، وأن التعاون بشأنه لا يمكن أن يبقى محصورا في المستويات الحكومية العليا.

وتوزعت المناقشات على 3 محاور رئيسية:

الجانب الاقتصادي: ركزت الوفود على تعزيز التجارة بين المقاطعات الساحلية، وتقوية دور المناطق الحرة والموانئ، مع الإشارة إلى القدرات الإنتاجية الكبيرة في محافظات جيلان ومازندران وغُلستان، خصوصا في الزراعة والصناعات الغذائية التي تجد أسواقا متزايدة في روسيا وآسيا الوسطى. الجانب البيئي: حيث ناقش المشاركون التراجع المستمر في مستوى مياه البحر والتلوث الصناعي وتدهور الثروة السمكية، وخاصة أسماك الحفش. وبحسب مسؤولين إيرانيين، فإن بعض الدراسات تتوقع تغيّرات جذرية في شكل السواحل إذا استمر انخفاض المياه خلال العقدين المقبلين، مما يهدد وظائف بحر قزوين الاقتصادية والبيئية. محور الترانزيت: شددت إيران على أهمية ممر شمال-جنوب الذي يربط المحيط الهندي بآسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا، والذي تعتمد عليه طهران وموسكو لتخفيف الضغوط التي تفرضها مسارات النقل التقليدية. وترَكّز الحديث على استكمال سكة حديد رشت آستارا وتطوير الموانئ القزوينية وتخفيض كلفة العبور. وأشار حق‌ شناس إلى أن حجم التبادل البحري بين إيران وروسيا تجاوز 5.4 ملايين طن العام الماضي، وأن مرور البضائع عبر إيران "سيكون الخيار الأكثر توفيرا للدول الأخرى".

إعلان مشترك

وقد واكب الإعلام الإيراني المنتدى بسلسلة تحليلات اعتبرت الحدث تحولا في مقاربة طهران لملف بحر قزوين. فبحسب صحيفة "مشرق نيوز"، فهو يعبّر عن "ابتكار جديد لإيران في الدبلوماسية الإستانية"، في حين رأت "خبر أنلاین" أن سواحل قزوين "ليست مجرد حدود جغرافية بل روابط حضارية"، وأن المنتدى يضيف بعدا ثقافيا للعلاقات بين الدول الخمس.

إعلان

واختُتم الحدث بإعلان مشترك دعا إلى تشكيل فرق عمل لمتابعة ملفات البيئة والاستثمار واللوجستيات والمناطق الحرة، مع الإعداد لقمة قزوين المقبلة المقرر عقدها في طهران عام 2026.

ويرى مراقبون أن المنتدى يمهّد لنقل التعاون الإقليمي من مستوى التصريحات السياسية إلى شبكات تنفيذية تربط الإدارات المحلية مباشرة ببعضها، لكنهم يحذرون من أن النجاح الفعلي سيتوقف على قدرة الدول الخمس على تجاوز خلافاتها، وتوفير التمويل اللازم للمشاريع المشتركة، وتحويل الخطط البيئية والاقتصادية إلى خطوات ملموسة على الأرض.

" title="بحر">

ويبرز بحر قزوين بصفته أكبر مسطح مائي مغلق في العالم، وفضاء إستراتيجيا تتقاطع فيه مصالح الدول الخمس المشاركة. فهو يختزن احتياطيات مهمة من النفط والغاز، ويشكّل معبرا حيويا لنقل البضائع والطاقة بين الشمال والجنوب، كما يمثل نظاما بيئيا هشا يواجه تحديات متسارعة.

ويرى متابعون أن أي تعاون حول هذا البحر -سواء على مستوى الحكومات أو الإدارات المحلية- يعكس إدراكا متزايدا بأن مستقبل المنطقة مرتبط بقدرة هذه الدول على إدارة مواردها المشتركة، وحماية بيئتها، وتحويل فضائها الجغرافي إلى منصة للتنمية بدلا من أن يتحول إلى مجال للتوتر أو التنافس.

0 تعليق