أيمن الصياد: إسرائيل تعيد تشكيل خرائط المنطقة و7 أكتوبر قلب المعادلة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الكاتب الصحفي المصري أيمن الصياد إن المنطقة تشهد تحولات عميقة تقف خلفها رؤية إسرائيلية تعمل منذ سنوات على إعادة تشكيل خرائط الصراع في الشرق الأوسط، بحيث تعتمد على الهويات الطائفية والعرقية.

 

وأوضح الصياد -في حديثه لبرنامج "المقابلة"- أن إسرائيل "تتحرك وفق مخطط ممنهج"، وأن هذا التوجه ليس جديدا بل يرتبط بـ"طبيعة الكيان الطائفية بامتياز وفق قانون يهودية الدولة"، لكي يكون مقبولا في المنطقة.

أما هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيرى الصياد أنه جاء "فعلا مقاوما" وفق قواعد القانون الدولي، التي تتيح للشعوب مقاومة الاحتلال، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع إنكار حق الفلسطينيين في المقاومة، تماما كما لا يمكن غض الطرف عن وحشية جيش الاحتلال ومجازره الدموية الممتدة منذ عقود.

بل أن ما جرى في ذلك اليوم -حسب الصياد- أعاد القضية الفلسطينية إلى مركز المشهد، بعد أن حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– تصوير القضية قبل أسابيع قليلة من الهجوم على أنها ملف منتهٍ.

ويلفت الكاتب الصحفي إلى تصريحات نتنياهو الذي قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الفلسطينيين لم يعودوا يملكون "حق الفيتو" على الشرق الأوسط الجديد، "لكن "طوفان الأقصى"، نسف تلك الرواية، "إذ أثبت الفلسطينيون أنهم حاضرون وقادرون على فرض قضيتهم من جديد".

ولذلك، فإن محاولات شطب القضية تقلصت اليوم، بل بات العالم بأسره يتحدث عن فلسطين، واستشهد الصياد بالاحتجاجات الواسعة التي عمّت عواصم غربية وعالمية، وبما يصفه بـ"جيل جديد" سيتولى قيادة المستقبل ويحمل وعيا مختلفا تجاه الحق الفلسطيني.

وبناء على ذلك، فإن الواقع الذي فرضته الأحداث الأخيرة يؤكد حقيقة واحدة: "لا يمكن شطب الشعب الفلسطيني، ولا بد من حل عادل له"، ويرى الصياد أن هذه اللحظة السياسية تعيد طرح الأسئلة الكبرى حول مستقبل المنطقة وشعوبها.

الربيع العربي

وفي سياق مواز، توقف الصياد عند دروس الربيع العربي وآمال التحول الديمقراطي التي لم تنطفئ -على حد قوله- رغم التحديات.

ويرى أن الأحلام "التي تستحق" لا يمكن أن تنتهي، وأن الطريق نحو مجتمع قوي يبدأ من حرية التعبير باعتبارها أساسا لبناء وعي عام قادر على إدارة الخلافات لا كتمها.

لكن المشكلة -يضيف الصياد- تكمن في اعتقاد البعض أن ما يراه هو الحقيقة المطلقة، وأن غياب الرأي المخالف هو الطريق إلى الاستقرار، واصفا ذلك بأنه "مشكلة تاريخية" متجذرة، معتبرا أن واحدة من أكبر الآفات الفكرية في المنطقة تتمثل في أزمات الاستقطاب الحاد، وهي -برأيه- أخطر ما يواجه المجتمعات العربية اليوم.

كما كشف عن رفضه تولي حقيبة وزارة الإعلام في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، قائلا إن الوزير -في نهاية المطاف- "موظف لا يستطيع الاحتفاظ باستقلاليته"، وإن هناك من هو أقدر على أداء هذا الدور.

ويشدد الصياد على أنه "لا توجد دولة قوية بدون سلسلة مترابطة من ديمقراطية فاعلة وحرية تعبير وصحافة مستقلة"، محذرا من أن تغوّل السلطة التنفيذية -في أي بلد- على حرية الكلمة يقوض بنية المجتمع نفسها.

وفي هذا الإطار، عبّر عن اعتقاده أن الولايات المتحدة أول من سيدفع ثمن تراجع حرية الصحافة خلال فترة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما أن إدارة التنوع الفكري -حسب رأيه- هي ركيزة أي دولة ناجحة، وأن المجتمعات التي تفشل في استثماره تُصنّف بالفاشلة.

وخلص إلى أن المنطقة بحاجة اليوم إلى منصة نقاش حقيقية تعيد طرح الأسئلة الكبرى: الهوية في عالم متغير، وكيفية تعلم فن الحوار وغيرها.

وخلال الحلقة أيضا، تطرق الكاتب -الذي عاصر الجيل الصحفي العريق مثل محمد حسنين هيكل– إلى رحلته مع عالم الصحافة بعد تحوله عن الطب.

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

0 تعليق