من طرابلس إلى حقول الطاقة: مقاربة تركية ثلاثية لتبريد المشهد الليبي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تقرير: «تي آر تي أفريكا» ترصد دور أنقرة في تخفيف هشاشة المشهد الليبي عبر مقاربة أمنية–طاقوية–ديبلوماسية

ليبيا- تناول تقرير تحليلي نشرته شبكة «تي آر تي أفريكا» التركية الناطقة بالإنجليزية دور تركيا في الإسهام باستقرار البنية السياسية والأمنية الليبية المجزأة، موضحًا أن ليبيا ما بعد 2011 بقيت ضمن أكثر دول المنطقة هشاشة بفعل الانقسامات الداخلية وتعدّد التدخلات الخارجية.

مشهد هشّ تتنازعه الميليشيات والتدخلات
يرى التقرير أن ضعف قدرات الدولة وهيمنة التشكيلات المسلّحة على الأرض، إلى جانب تنافس الفاعلين الدوليين، أدّى إلى تعطيل متكرر لمسار سلامٍ دائم، فيما تقف البلاد—بحكم موارد الطاقة وموقعها الجيوستراتيجي—في قلب منافسة إقليمية ودولية على النفوذ.

خارطة الطريق الأممية وحدود الإمكان
يشير التحليل إلى أن المسار السياسي الذي تقوده المبعوثة الأممية هانا تيتيه لم يفضِ إلى توافق واضح حول الجدول الزمني وآليات إجراء الانتخابات. ورغم أن الخارطة الأممية الجديدة تتوخّى اقتراعًا خلال 12 إلى 18 شهرًا، يلفت التقرير إلى هشاشة هذا الهدف ميدانيًا: مسائل الإطار الدستوري، وأهلية المرشحين، والضمانات الأمنية تبقى رهينة موازين الميليشيات ومجالات النفوذ الخارجية. الانتخابات خطوة لازمة نحو الاستقرار، لكنها ليست كافية بذاتها لإنتاج حلٍّ مستدام.

أنقرة: إطفاء حرائق عاجلة… والحاجة إلى حلٍّ بنيوي
يوثّق التقرير وساطة تركية في مايو الماضي لوقف اشتباكات طرابلس بين مسلّحين موالين لحكومة الدبيبة و«قوة الردع الخاصة»، بما كشف هشاشة البناء الأمني للعاصمة. ويؤكد أن تخفيف التوترات عبر الوساطات الخارجية يظلّ غير كافٍ من دون مسارين بنيويين: إستراتيجية مستدامة لدمج التشكيلات المسلّحة في مؤسسات الدولة، أو مسار جادّ لنزع السلاح. بدونهما سيظل وقف إطلاق النار المؤقت هشًّا ومعتمدًا على وساطات ظرفية.

الطاقة بوصفها رافعة تعاون ومسرح تنافس
يصف التقرير ليبيا بأنها موطن لأكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في إفريقيا، ما يجعلها طرفًا حاسمًا في الجغرافيا السياسية للطاقة. ضمن هذا السياق، تمتلك تركيا فرص تعاون وديناميكيات تنافس معًا: استكشاف الموارد، المساهمة في أمن إمدادات أوروبا، ودعم إعادة الإعمار.

مقاربة ثلاثية الأبعاد وتواصل مع الشرق والغرب
يقدّم التقرير سياسة تركية «متعددة الأبعاد» تقوم على ثلاث ركائز: أمنية (خفض التصعيد)، وهيدروكربونية (الطاقة)، وديبلوماسية تيسيرية (وساطة وتواصل). ويُبرز انخراط أنقرة المتوازي مع شرق ليبيا وغربها كجزء من التزام بتخفيف الاستقطاب ودعم استقرار شامل، مع تركيز—وفق الشبكة—لا يقتصر على مصالح آنية ضيّقة بل يتجه نحو حماية المؤسسات الشرعية وتيسير السلام على المدى الأبعد.

خلاصة
يرى التقرير أن دور تركيا ساعد في إدارة التوترات الآنية، لكن تحويل «خفض التصعيد» إلى استقرار مستدام يمرّ عبر معالجة جذرية لمعضلة السلاح والاندماج المؤسسي، وإلا سيبقى المشهد الأمني والسياسي رهينة توازنات مسلّحة ووساطات مؤقتة

ترجمة المرصد – خاص

 

0 تعليق