ليبيا – أكّد تقرير تحليلي نشره موقع “عرب نيوز” الدولي الناطق بالإنجليزية، وتابعت صحيفة المرصد أهم ما ورد فيه، أنّ ليبيا التي تعيش وضعًا استثنائيًا منذ 2011 باتت «ملاذًا» لشبكات الجريمة العالمية، فيما تحوّلت منطقة الساحل من مسرحٍ للتمرد والأزمات الإنسانية إلى مركزٍ متكامل للجريمة المنظمة المتطورة العابرة للحدود.
الساحل.. من تمردٍ إلى منظومة إجرامية متكاملة
أوضح التقرير أنّ أكثر من نصف الوفيات المرتبطة بالتطرف العنيف عالميًا تقع في منطقة الساحل، في إشارةٍ لا تعكس حماسةً أيديولوجية بقدر ما تُظهر تربةً خصبة تُوفّرها اقتصادات إجرامية مترامية الأطراف تعمل في ظل ثغرات الدول الضعيفة التي تتآكل فيها سلطة الدولة وتُستحوذ على بعض وظائفها.
البعد الليبي.. طريقٌ شمالي يربط اللاشرعية بالمتوسط
أشار التقرير إلى أنّ تدهور الوضع الأمني في الساحل يتسارع، بينما أصبح المستنقع السياسي في ليبيا بعد 2011 مصدرًا وممرًا حاسمًا لأسلحةٍ قادمة من مخزوناتٍ ضخمة، ما يجعل «الطريق السريع» شمالًا يضمن تدفّق الجريمة دون عوائق نحو البحر الأبيض المتوسط، ويرسّخ ارتباط عدم استقرار الساحل بشبكات عالمية غير مشروعة أصبحت جزءًا من الهيكل الحاكم الفعلي للمنطقة.
تهريب البشر.. نموذج «عمل» عابر للحدود
بيّن التقرير أنّ شبكات تهريب البشر في ليبيا، وبينها جهاتٌ تتلقى تمويلًا أوروبيًا للسيطرة على الهجرة غير الشرعية، تُجسّد «سيولة» إجرامية نتجت مباشرةً عن انهيار الدولة؛ فالساحل الغربي لليبيا بؤرةٌ ساخنة مزمنة تُظهر أن التشرذم السياسي هو «أفضل أصول» المهربين، وأنّ أي إجراءات رسمية لإنفاذ القانون في هذا المناخ تبدو «مسرحية».
منظومة مرنة تتجاوز البشر إلى المخدرات والذهب والسلاح
أكد التقرير أنّ آثار الشبكات الليبية الكليبتوقراطية على الساحل فورية ومنهجية، وتتجاوز تهريب البشر إلى تجارة الكوكايين والذهب والأسلحة النارية بما يؤجج العنف، ضمن اقتصادٍ متكامل من اللاشرعية يمتد عبر الصحراء الكبرى ولا يعمل كأسواق معزولة.
الممرات نفسها… والبضائع تتبدّل
أوضح التقرير أنّ ممرات تهريب المهاجرين شمالًا تُستخدم لنقل سلعٍ أخرى؛ إذ ارتفعت كميات الكوكايين المضبوطة في المنطقة، فيما يمثّل التفكك السياسي المتواصل في ليبيا الحلقة الأخيرة والحاسمة التي تربط هذه الشبكة الداخلية الشاسعة من عدم الاستقرار مباشرةً بالبحر المتوسط.
استجابة أوروبية «سطحية» أمام تهديدٍ هجين
اعتبر التقرير أنّ أزمةً أمنيةً إقليمية قابلة للاحتواء تحوّلت إلى تهديدٍ هجين معقّد يصل دون قيودٍ إلى الحدود الأوروبية، ما يستلزم تدخلًا مكلفًا، منتقدًا تركيز أوروبا على اعتراض القوارب بوصفه «استجابةً سطحية» تستهدف جانبًا واحدًا من الأزمة وتتجاهل شبكةً إجراميةً تعمل بكامل طاقتها وتسيطر على مناطق جغرافية.
خاتمة: تمدّد الشبكات رهنُ بقاء الانقسام
خلص التقرير إلى أنّ استمرار نضج هذه الشبكات وتوسّعها مرتبطٌ ببقاء ليبيا خليطًا من «الإقطاعيات» واستمرار أزمات الساحل الاجتماعية والاقتصادية، ما يضمن لهذه الشبكات توفير سبل العيش والحكم لنفسها، لتصبح مخرجاتها «سلعةً رئيسيةً» تُصدَّر عبر الشواطئ الليبية على المتوسط.
0 تعليق