شهدت أسعار الذهب في مصر، الاثنين 27 أكتوبر 2025، حالة من الاستقرار الملحوظ في تعاملات محال الصاغة.
ويأتي هذا الهدوء النسبي بعد موجة هبوط شهدتها الأسواق المحلية يوم أمس (الأحد)، وبالتزامن مع توقف التداولات العالمية على الذهب في عطلتها الأسبوعية (يومي السبت والأحد)، وهو ما يقلل من هامش حركة الأسعار في السوق المحلي.
وعلى الرغم من هذا الاستقرار اللحظي، لا تزال الأسواق تعيش حالة من الترقب الشديد لأسبوع حاسم، يواجه فيه الذهب اختبارا حقيقيا لمستويات الدعم التي وصل إليها، في ظل ترقب المستثمرين لاجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، واللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني.:
استقرار محلي بعد موجة هبوط
أظهرت بيانات السوق المحلي استقرارا في الأسعار عند الفتح صباح الأثنين، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6320 جنيها.
وبلغ سعر عيار 21، وهو العيار الأكثر تداولا وانتشارا في مصر، 5530 جنيها.
كما سجل سعر جرام عيار 18 نحو 4740 جنيها. أما الجنيه الذهب، الذي يعد وعاء ادخاريا رئيسيا، فسجل 44240 جنيها.
ويأتي هذا الاستقرار بعد أن أنهى الذهب تداولات الأسبوع الماضي على أول انخفاض أسبوعي له منذ تسعة أسابيع متتالية من الصعود.
وكان المعدن الأصفر قد سجل أعلى مستوى تاريخي له على الإطلاق بداية الأسبوع الماضي عند 4381 دولارا للأونصة، قبل أن يبدأ في موجة تراجع عنيفة فقد خلالها أكثر من 6% من قيمته، في حركة وصفها المحللون بأنها "تصحيح سلبي" ضروري بعد الارتفاعات القياسية.
العوامل العالمية الضاغطة:
يعزى الهبوط الذي شهده الذهب الأسبوع الماضي إلى عدة عوامل أدت إلى تراجع جاذبيته كملاذ آمن بشكل مؤقت:
التهدئة التجارية: تبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لهجة تصالحية مفاجئة تجاه الصين، معربا عن توقعه بالتوصل إلى "اتفاق قوي وعادل".
ويأتي هذا بالتزامن مع تأكيد البيت الأبيض، يوم الخميس، أن ترمب سيلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل في قمة بكوريا الجنوبية، وذلك قبل الموعد النهائي (الأول من نوفمبر) الذي كان ترمب قد حدده لفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية.
هذا التفاؤل قلل من مخاطر الحرب التجارية، التي كانت دافعا رئيسيا لشراء الذهب.
الإغلاق الحكومي الأمريكي: صرح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، الأسبوع الماضي، بأن الإغلاق الحكومي المطول (ثاني أطول إغلاق في تاريخ أمريكا) "من المرجح أن ينتهي"، مع اقتراب المفاوضين من اتفاق تمويل، مما قلل أيضا من حالة عدم اليقين في الأسواق
أسبوع حاسم يحدد المسار
يشير المحللون إلى أن الأسبوع القادم يحمل تطورات هامة ستحدد المسار المستقبلي للذهب. الحدث الأول هو اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث تترقب الأسواق "لهجة" حديث البنك عن مستقبل أسعار الفائدة.
ورغم أن الأسواق قد سعرت بالفعل خفضا وشيكا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن أي إشارة "متشددة" من الفيدرالي قد تضغط على الذهب، بينما أي إشارة "تيسيرية" إضافية ستدعمه.
لحدث الثاني هو القمة المرتقبة بين ترمب والرئيس الصيني.
ففشل التوصل إلى اتفاق تجاري سيعيد المخاوف إلى الأسواق ويدعم الذهب كملاذ آمن، بينما سيزيد نجاح الاتفاق من الضغوط البيعية على المعدن الأصفر.
وعلى الصعيد الفني، لا يزال الذهب يتداول فوق مستوى الدعم الرئيسي 4000 دولار للأونصة.
ويرى المحللون أنه إذا استمر انخفاض السعر وكسر هذا المستوى، فربما يوسع الذهب من خسائره حتى مستوى الدعم الرئيسي التالي عند 3850 دولارا للأونصة.

0 تعليق