وضع وزير الإدارة المحلية، المهندس وليد المصري، اليوم الأحد، حجر الأساس لمشروع تطوير وإعادة تأهيل مكب نفايات "الأكيدر"، في خطوة تعد انطلاقة فعلية لواحد من أهم المشاريع البيئية والخدمية في المملكة.
ويأتي تمويل هذا المشروع الحيوي "بمنحة كاملة من الاتحاد الأوروبي" تبلغ قيمتها نحو 40 مليون يورو.
وتعد هذه المنحة جزءا من برنامج دعم أوسع قدمه الاتحاد لقطاع إدارة النفايات في الأردن، بلغت قيمته الإجمالية 100 مليون يورو، بهدف تنفيذ مشاريع "الاستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات الصلبة".
وأكد الوزير المصري على الأهمية الاستراتيجية للمشروع، مشيرا إلى أنه "يجسد التزام الحكومة بتنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في التحديث الشامل"، وتعزيز كفاءة الخدمات الأساسية، وتحقيق الاستدامة في البنية التحتية .
ضرورة وطنية وبيئية ملحة
أوضح المصري أن هذا المكب، الذي "أنشئ عام 1981"، يعد "ثاني أكبر مكب نفايات في المملكة" بعد مكب الغباوي.
ويستقبل الموقع ما معدله 1500 طن من النفايات يوميا، ويخدم نطاقا جغرافيا واسعا يشمل "33 بلدية" من محافظات إربد وجرش وعجلون، بالإضافة إلى جزء من محافظة المفرق.
ولفت الوزير إلى أن الموقع، الذي تبلغ مساحته الإجمالية 969 دونما، "شهد خلال السنوات الماضية ضغوطا كبيرة".
وأرجع ذلك إلى الازدياد الطبيعي في كميات النفايات، وكذلك إلى "التداعيات المباشرة لأزمة اللجوء السوري"، مما جعل تطويره "ضرورة وطنية وبيئية ملحة".
تأهيل شامل ومعايير بيئية عالمية
وحول تفاصيل المشروع الهندسية، بين المصري أن الخطة تتضمن "إعادة تأهيل المكب القديم والخلايا الحالية"، والأهم من ذلك هو "إنشاء خلايا صحية جديدة" بمساحة 200 دونم.
وأضاف أن المشروع سيدخل أنظمة معالجة حديثة، منها "نظام متكامل لجمع وتخزين ومعالجة العصارة" الناتجة من النفايات، و "نظام لجمع الغاز" من المكب القديم والخلايا القائمة.
كما سيشمل تأهيلا وتطويرا لجميع مرافق الموقع من مبان وطرق وخدمات مساندة.
وأشار المصري إلى أن المقاول (ائتلاف شركة مسوجيوس والمسار المتحدة) قد "باشر أعماله في آذار الماضي"، ومن المتوقc أن "تستمر مدة التنفيذ 26 شهرا، لينجز المشروع بالكامل في أيار 2027".
شراكات دولية لدعم الاستدامة
أثنى المصري على الدعم الأوروبي، مؤكدا أن المنحة الأوروبية البالغة 100 مليون يورو "كانت حجر الأساس" في إطلاق مشاريع الاستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات.
كما وجه الشكر لبقية الشركاء الدوليين كـ "الوكالة الفرنسية للإنماء"، و "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، و "الوكالة الألمانية للتعاون الدولي"، و "الوكالة اليابانية للتعاون الدولي"، على جهودهم في دعم البلديات وتعزيز البنية التحتية.
من جهته، أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة، بيير كريستوف تشاتزيسافاس، أن تدشين أعمال "الأكيدر" يعكس "النتائج الإيجابية للشراكة" بين الأردن والاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للإنماء.
وأشاد السفير بـ "طموح الأردن في تعزيز دور القطاع الخاص" ضمن هذا القطاع الحيوي، لما يمثله من خطوة مهمة نحو "الابتكار وتحقيق الاستدامة".
بدوره، أكد السفير الفرنسي في عمان، فرانك جيليه، أن هذا التعاون يمثل "نموذجا ناجحا للشراكات الدولية الداعمة لأولويات المملكة البيئية".
ولفت "جيليه" إلى أن المشروع لا يقتصر على البنية التحتية فقط، بل "يشمل أيضا برنامجا متكاملا لتعزيز القدرات المؤسسية" لدى الوزارات والبلديات المختلفة في مجالات التشغيل والمراقبة البيئية والصيانة.
وقد حضر حفل وضع حجر الأساس أمين عام وزارة البيئة الدكتور عمر عربيات، وأمين عام وزارة الإدارة المحلية للشؤون الفنية بالوكالة المهندس أشرف أبو السمن، وعدد من ممثلي الشركاء.

0 تعليق