يمثل قطاع تربية النحل في الأردن أحد الموارد الزراعية الواعدة والحيوية، لأهميته في دعم الأمن الغذائي والتنمية الريفية، وعلى الرغم من هذا الإمكان الكبير، إلا أن القطاع يواجه تحديات جمة تتراوح بين التقلبات المناخية والظروف البيئية والاقتصادية.
تحديات المناخ وإجراءات الوقاية الشتوية
أكد المهندس معاذ كظم، رئيس الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين، أن القطاع يتمتع بفرص نمو كبيرة شريطة توفر الحماية والدعم المناسبين.
وأوضح كظم أن فصلي الشتاء والربيع يعدان الفترة الأكثر حساسية لطوائف النحل، مما يستدعي تدابير وقائية دقيقة.
وتشمل هذه التدابير فحص مخزون العسل، وضبط نسب التهوية، وتقليل الرطوبة، ومعالجة الطفيليات، وتقليص حجم الخلايا عند الضرورة، مشددا على أنها تمثل خط الدفاع الأول لضمان بقاء الطوائف وزيادة كفاءة الإنتاج في ظل التقلبات المناخية المتزايدة.
مكافحة الغش وتعزيز الجودة المحلية
وعلى صعيد آخر، بات غش العسل من أبرز العقبات التي تهدد المهنة، وأوضح كظم أن أسلوب الغش يتنوع ما بين الخلط بالمحاليل السكرية، أو التسخين المفرط، أو تسويق أعسال مستوردة على أنها منتج محلي خالص،مؤكدا ضرورة وعي المستهلك لشراء العسل من مصادر موثوقة، مع أهمية فحص بطاقة البيان وتحديد الأنواع المحلية ومواسم إنتاجها.
وتتواصل جهود وزارة الزراعة بالتعاون مع الاتحاد لتنفيذ إجراءات رادعة، مثل تشكيل لجنة متخصصة لحماية العسل الأردني التي تضم جهات رقابية، إلى جانب تنظيم استيراد العسل بضوابط محددة، وإقامة مهرجانات متخصصة لتعزيز الثقة في المنتج الوطني.
انخفاض الإنتاج بنسبة 60% وسمعة دولية
يضم القطاع في الأردن ما بين 3 إلى 4 آلاف نحال يمتلكون حوالي 80 ألف خلية منتشرة في المحافظات، وعلى الرغم من أن الإنتاج السنوي المعتاد يتراوح بين 600 و 800 طن، إلا أن قلة الأمطار والتغيرات المناخية قد أدت هذا العام إلى انخفاض حاد بنسبة تجاوزت 60%، ليصل الإنتاج إلى نحو 350 طنا فقط.
ويفتخر الأردن بتنوع أصناف العسل التي ينتجها، مثل الحمضيات، والسدر، والكينا، والزهور البرية والعسل الجبلي، وإلى جانبها منتجات أخرى كـ حبوب اللقاح والعكبر والغذاء الملكي التي تشهد نموا في الاستخدامات الطبية والتجميلية، والجدير بالذكر أن النحالين الأردنيين حققوا مؤخرا مراكز متقدمة في مسابقات إقليمية ودولية، مما يؤكد سمعة العسل الأردني العالمية.
يؤكد كظم في ختام حديثه على أن نجاح القطاع مرتبط بالاستثمار في البحث العلمي، وزيادة المراعي الرحيقية، وتقليل استخدام المبيدات، مشددا على أن صناعة العسل قادرة على تحقيق قيمة اقتصادية مضافة للوطن إذا ما توفرت لها البيئة الداعمة.

0 تعليق