في أول ظهور علني له منذ الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة في التاسع من سبتمبر/أيلول، أطلّ القيادي البارز في حركة حماس، غازي حمد، مساء الأربعاء، في مقابلة بثتها قناة "الجزيرة"، لينهي بذلك أيامًا من الغموض والتكهنات حول مصيره ومصير خمسة من كبار قادة الحركة كانوا برفقته.
ويُعد ظهور حمد بمثابة رسالة تحدٍ مباشرة للاحتلال الإسرائيلي، وتأكيد على فشل محاولة الاغتيال التي استهدفت اجتماعًا رفيع المستوى لقيادة حماس السياسية في قلب الدوحة.
ظهور ينهي الغموض
جاءت إطلالة غازي حمد لتكون أول تأكيد مرئي على نجاته بعد الغارة التي وقعت قبل أكثر من أسبوع. وبدا القيادي في حماس متماسكًا وهو يتحدث عن آخر التطورات السياسية، دون أن يتطرق بشكل مباشر إلى تفاصيل الهجوم، لكن مجرد ظهوره كان بحد ذاته الخبر الأبرز.
وقد أثار اختفاء حمد والقادة الآخرين قلقًا وتساؤلات واسعة، خاصة وأنهم من الوجوه الإعلامية والسياسية النشطة في الحركة.
تفاصيل "ضربة الدوحة"
وفقًا لمصادر مطلعة ومقربة من حركة حماس، فإن هجوم الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع في التاسع من سبتمبر/أيلول استهدف مبنى في الدوحة كان يعقد فيه اجتماع يضم ستة من أبرز قادة المكتب السياسي للحركة، وهم:
غازي حمد
خليل الحية
خالد مشعل
زاهر جبارين
باسم نعيم
طاهر النونو
ورغم التكتم الرسمي من جانب قطر وحركة حماس حول طبيعة الهجوم، إلا أن المعلومات تشير إلى أنها كانت غارة جوية دقيقة تهدف إلى تصفية أكبر عدد ممكن من قادة الصف الأول في الحركة.
رسائل سياسية ودلالات
يحمل ظهور غازي حمد، وهو شخصية معروفة بتصريحاته السياسية الهادئة، دلالات ورسائل متعددة.
فهو من جهة، رسالة تحدٍ وصمود موجهة للاحتلال الإسرائيلي، مفادها أن قيادة الحركة لا تزال بخير وقادرة على الاستمرار في عملها.
ومن جهة أخرى، هي رسالة طمأنة موجهة إلى قواعد الحركة وأنصارها في فلسطين وحول العالم، تؤكد أن القيادة لم تتأثر بالضربة وأنها ما زالت تمسك بزمام الأمور.
كما يضع هذا الظهور دولة قطر، التي تستضيف قيادة الحركة وتلعب دورًا محوريًا في الوساطة، أمام تحدي الرد على هذا الاعتداء الذي وقع على أراضيها.
0 تعليق