الفضة تلتقط أنفاسها قرب 49 دولاراً بعد موجة صعود تاريخية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أكد باول أن المعركة ضد التضخم لم تنتهِ وأن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون وشيكاً يعيش سعر الفضة حالياً مرحلة تجميع قوى، حيث يوازن المستثمرون بين هدوء جبهة الشرق الأوسط، والمخاطر المتصاعدة على جبهة التجارة العالمية

 تشهد أسعار الفضة الفورية حالة من التداول العرضي والاستقرار، حيث تحاول الحفاظ على مكاسبها فوق مستوى 48 دولاراً للأونصة، بعد موجة صعود تاريخية شهدتها الأسواق مؤخراً. 

وتعيش أسعار المعادن الثمينة حالياً حالة من "شد الحبل" بين عاملين متناقضين: فمن ناحية، يضغط "اتفاق السلام" الجديد في غزة على الأسعار عبر خفض علاوة المخاطر الجيوسياسية، ومن ناحية أخرى، تدعمها التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.

الأداء السعري والتصحيح الأخير:

أظهرت شاشات التداول، صباح الأربعاء أن العقود الفورية للفضة تُتداول عند مستوى 48.7605 دولاراً للأونصة مسجلة ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.08%، أي ما يعادل 0.0395 دولار.


 ويأتي هذا الاستقرار بعد أن شهدت الأسواق موجة بيع لجني الأرباح، دفعت السعر إلى أدنى مستوى يومي عند 47.5200 دولاراً، قبل أن يرتد مجدداً ليقترب من أعلى مستوياته اليومية عند 48.9945 دولاراً.

ويأتي هذا التراجع (التصحيح) بعد أن سجلت الفضة، مقتفية أثر الذهب، مستويات قياسية جديدة الأسبوع الماضي، حيث تجاوزت حاجز 54 دولاراً للأوقية.

 ويرى المحللون أن هذا التصحيح كان صحياً ومتوقعاً.

العوامل الضاغطة على الأسعار (السلام وقوة الدولار):

يُعزى التراجع عن القمم التاريخية بشكل أساسي إلى انخفاض حدة المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.

 فمع نجاح "قمة شرم الشيخ للسلام" التي رعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والإعلان الرسمي عن إنهاء الحرب في قطاع غزة، بدأت "علاوة المخاطر" التي دُفعت في أسعار الذهب والفضة بالتلاشي، مما دفع المستثمرين إلى جني أرباحهم.

يضاف إلى ذلك، لا تزال الأسواق تستوعب التصريحات الحذرة التي أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأسبوع الماضي.

فقد أكد باول أن المعركة ضد التضخم لم تنتهِ وأن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون وشيكاً.

هذه التصريحات أبقت على قوة الدولار الأمريكي، وبما أن المعادن مُسعّرة بالدولار، فإن قوة العملة الخضراء تجعلها أكثر تكلفة للمشترين حول العالم، وتزيد من جاذبية السندات التي تقدم عائداً، على عكس الذهب والفضة.

العوامل الداعمة للأسعار (التجارة والركود):

في المقابل، تجد أسعار الفضة دعماً قوياً يمنعها من الانهيار، نابعاً من ملفات أخرى لا تقل أهمية. فالتوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين عاد ليحتل صدارة المشهد، خاصة بعد تهديد الرئيس ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 155% على البضائع الصينية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري بحلول الأول من نوفمبر.

هذا التهديد أعاد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، ودفع المستثمرين للعودة إلى الملاذات الآمنة.

كما أن استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة للأسبوع الثالث، وما يرافقه من مخاوف حول سقف الدين وتأثيره على النمو الاقتصادي، يساهم في تآكل الثقة بالعملات الورقية ويدعم المعادن الثمينة.

يعيش سعر الفضة حالياً مرحلة تجميع قوى، حيث يوازن المستثمرون بين هدوء جبهة الشرق الأوسط، والمخاطر المتصاعدة على جبهة التجارة العالمية.

وبينما يترقب المتداولون أي جديد بشأن المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، أو أي بيانات اقتصادية أمريكية قد تؤثر على قرار الفيدرالي، فإن الفضة، بوصفها "شقيقة الذهب الصغرى"، تظل في قلب هذه المعركة، محافظة على مستويات سعرية مرتفعة تاريخياً، ومدعومة بتوقعات طويلة الأمد تشير إلى استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب وارتفاع مستويات الدين العالمية

0 تعليق